أثار التقرير الأخير لمؤشر البيج ماك (Big Mac Index) المتخصص في قياس قيمة العملات العالمية المنشور في يوليو عن نتائج العام الحالي 2014 جدلا كبيرا، بعد أن أشار إلى أن قيمة الريال السعودي مسعرة بأقل من قيمتها الحقيقية أمام الدولار الأمريكي، حيث حدد المؤشر القيمة العادلة للريال على أنها 2.29 ريال مقابل كل دولار بتغيير نسبته 39% مقارنة بالسعر الحالي للريال السعودي والبالغ 3.75 ريال لكل دولار.
كما أوضحت نتائج المؤشر أن قيمة الريال مسعرة بأقل من قوتها الحقيقية أمام سعر العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، حيث قدر المؤشر قيمة الريال الحقيقية على أنها تساوي 2.99 ريال لكل واحد يورو فيما يتم صرف الريال حالياً بما يعادل 5.01 ريال لكل يورو بما يعادل نسبة تغيير قدرها 40.8%.
ويتم قياس سعر العملات وفق مؤشر البيج ماك الذي ابتكرته مجلة الإيكونيميست الشهيرة عام 1986م على نظرية قياس القيمة الحقيقية لسعر الصرف وفق مبدأ تساوي القوة الشرائية (Purchasing Power Parity PPP) وينطلق هذا المبدأ من افتراض أن السعر العادل أو الحقيقي للصرف بين عملتين هو السعر الذي يجعل قوتهما الشرائية متساوية في البلدين. أي أن السعر العادل للريال مقابل اليورو يحدد وفق ما يمكن أن تشتريه بالريال في السعودية مقابل ما يمكن أن تشتريه بيورو واحد في دولة أوروبية لنفس السلعة (Low Of One Price) متخذة من سعر ساندويتش الماكدونالدز الشهير «بيج ماك» في مختلف دول العالم سلعة قياسية لعملية التسعير الأساسية. وهذا المؤشر على الرغم من بساطته إلا أنه يعطي لمحة سريعة حول تكلفة المعيشة في مختلف دول العالم.
يأتي هذا التقييم ليثير المزيد من الجدل حول قضية تسعير العملة السعودية أمام الدولار والمطالبات المستمرة من اقتصاديين ومتخصصين بضرورة إعادة تقييم وتسعير العملة السعودية «الريال» أمام العملات الرئيسية , في ظل الأوضاع الراهنة والنمو الاقتصادي الذي تشهده المملكة، وإن الوقت مناسب الآن لإعطاء الريال السعر الحقيقي له, فالريال قادر على أن يكون عملة لها مكانها في السوق.
مشيرين إلى أن طلب رفع تسعيرة الريال سينعكس على خفض جماح التضخم، فإعادة تسعيرة الريال مقابل الدولار تعتبر آلية من الآليات التي تعمل على خفض التضخم. مشيرين إلى أن الاقتصاد السعودي من أكثر الاقتصادات المتأثرة بمعدلات التضخم العالمية لأننا مستهلكون، لذلك لا بد من الاستفادة من امتيازات الاقتصاد السعودي ودعمها وتفعيلها بما يعود بالفائدة على التنمية الاقتصادية في المملكة، فإعادة تسعيرة الريال أمام الدولار ضرورة لتعزيز القوة الشرائية للريال ولمواجهة الضغوط التضخمية.