سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جاء في جريدة الجزيرة العدد 15267 أن الأب المغدور من قبل ولديه في صامطة في منطقة جيزان قد لفظ أنفاسه في قسم العناية المركزة بعد أن نوّم فيه لمدة تزيد عن خمسة أيام متأثراً بإصابات تعرض لها أدت إلى نزيف داخلي مما أدى لوفاته.
كما جاء في جريدة الجزيرة الاثنين 16 رمضان أن مواطن قتل والدته بأن أطلق عليها ست رصاصات من سلاح آلي كلاشنكوف، وقتل والدته التي حملته تسعة أشهر ووضعته كرها، وأرضعته وأطعمته حتى كبر وصار رجلاً وللأسف يا ليتها ما فعلت.
وهذه الأخبار وأمثالها تجعلنا نتساءل من أين جاءنا هذا العنف وضد من يستخدم العنف، ضد الأب أو الأم اللذين هما السبب في وجود الأبناء بعد الله، وهما اللذان قاما على تربيتهم ورعايتهم حتى كبروا وصاروا شباباً، ثم جاءهم جزاؤهم، فبدلاً من الشكر والامتنان جاءتهم الضربات عن أعز إنسان من الأبناء، الذين غضب الله عليهم فقاموا بأسوأ ما يقوم به إنسان، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.
ورغم أن الأسرة هي حجر الزاوية في المجتمع والتي يجب أن تقوم بالتربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة، إلا أن هناك عدة جهات أخرى تقوم على مساعدة الأسرة في التعليم والتربية، مثل المدرسة والمسجد والتلفاز والآن مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تتناقلها الهواتف المحمولة كل ثانية وفي كل مكان.
فالمدرسة تقدم التربية إلى جانب التعليم والمسجد يدعو الصغار إلى احترام الكبار وعدم التطاول عليهم بأي حال من الأحوال وهناك أيضاً وسائل الإعلام وهذه لا يمكن التحكم بها لأنها تأتي عبر الدشوش وهناك العشرات بل المئات والألوف من المحطات التي يشاهدها الشباب صغاراً وكباراً وبها من الآفات التي تدعو إلى السوء وإلى العنف ما لا يمكن وصفه.
وهناك أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي وما تحمله من أشياء ليس لها حصر وأيضاً من الصعب التحكم بها أو حظرها، ولكن بالتربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة بالتكاتف بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام يمكن أن تساعد في أن يكون لدى شبابنا وصغار أبنائنا حصانة ذاتية إن شاء الله.
إننا هنا ندعو أولاً بأن لا يكون السلاح الآلي متوفراً لدى أي شخص إلا بسبب هام وقوي ومعروف ومرخص به وأن تقوم الجهات البحثية وخاصة جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية بعمل الأبحاث حول التطورات الأخيرة في سلوك الأبناء وعدم اهتمامهم بالوالدين والتكلم معهم بصوت مرتفع وعدم احترامهم، ويصل الأمر إلى حد الضرب والقتل في مجتمعنا المسلم الذي يتميز بالأمن والأمان، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين قائد مسيرتنا ومتابعة من رجل الأمن الأول سمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية.
إن هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا هي إفراز لما تفيض به القنوات الفضائية من جرائم وأفلام وتصرفات غريبة عن مجتمعنا المسلم، حمانا الله وإياكم وشبابنا من كل سلوك خارج عن تعاليمنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا الصحيحة.. والله الموفق.