إنّ رجال الأمن وفقهم الله يقومون بجهود كبيرة جداً لحفظ الأمن، في كل ما يتعلق بنواحي المجتمع وترابطه في الأنفس والأعراض والأموال والممتلكات وعلى خصوصيات الآخرين، ويقومون على خدمة وحماية ضيوف الرحمن وحراسة حدود الوطن، إلى غير ذلك من مسائل الأمن الخاص والعام... فلهم منا جميعاً عظيم الشكر والامتنان والدعاء لهم بأن يحفظهم الله وينصرهم ويوفقهم في أداء مهامهم، لقد قامت هذه البلاد الطاهرة على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأعزّها الله ونصرها وجعلها مباركة ورفع شأنها على سائر الأمم، قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (سورة الحج 40)، ومن فضائل الله عليها قوة ترابطها قيادةً وشعباً وتلاحمهما مع بعضهما البعض، إنّ رجال أمننا الأوفياء وفّقهم الله، يسجلون أروع الأمثلة في القوة والبسالة في الحفاظ على حياض الوطن من جميع الأعداء المجرمين الأشرار.
ومما يكدّر صفو الحياة ظهور خوارج هذا الزمن أصحاب الفكر الضال، الذين يقومون بأعمال عدائية في تخويف الناس والقتل، فقد اعتدوا على رجال أمننا البواسل الذين يحمون الوطن والدين، وقاموا بإطلاق النار عليهم وقتلهم غدراً في منفذ الوديعة قال تعالى: {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} (سورة التوبة 10)، تغمّد الله جنود الوطن الأوفياء بواسع رحمته وأن يتقبلهم شهداء، إنّ هذه الأفعال الدنيئة التي يقوم بها هؤلاء المارقون، تزيد الشعب السعودي المخلص الأبي قوةً في التماسك والتعاضد والتكاتف، وتزيد وتجدّد الولاء والتضحية لوطنهم العظيم والالتفاف لقيادتهم الحكيمة الرشيدة فلله الحمد والفضل والمنّة، وقد أمر وزير الداخلية الأمير الإنسان محمد بن نايف بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - رجل المواقف والرحمة والإنسانية، باستضافة ذوي شهداء الواجب من رجال الأمن الذين وافتهم المنية وهم يؤدون واجبهم الديني والوطني، لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك وتفطير (1000) صائم صدقة عنهم ومتابعة لأوضاعهم الأسرية والمعيشية والتعليمية والصحية... إنّ مثل ذلك وأكثر قد تعوّده هذا الشعب الوفي من قيادته الرحيمة الحكيمة في السرّاء والضرّاء قال تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (سورة الجمعة 4)، إنّ المملكة تؤدي دورها الأمني الريادي ولن ترهبها أي أعمال إجرامية، مستمدة قوّتها من الله العلي القدير، ومستمرة في محاربة كافة المجرمين وكل من تسوّل له نفسه بالضرر بالوطن والمواطنين.
حمى الله هذا الوطن المبارك الكريم مهبط الوحي وقبلة أفئدة المسلمين من كيد الأعداء والحاسدين آمين.