يُعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أبرز الأعمال والجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيَّب الله ثراه - في مجال خدمة كتاب الله ونشره في جميع أصقاع المعمورة، وجعله متاحاً للمسلمين أينما كانوا، وأينما وجدوا في أي زمان أو بقعة على هذه الأرض.
ويستعرض الأمين العام الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي - في حديث له - جانباً من إنجازات المجمع منذ بدء نشاطه في عام 1405هـ، مستهلاً حديثه بالقول: ليس بمستغرب أن يكون الهدف الأول لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ضمن أهدافها في خطة التنمية التاسعة (1431-1432هـ - 1435-1436هـ) هو: العناية بكتاب الله، ومن أهم السياسات لتحقيق ذلك استمرار إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ومواصلة الاهتمام بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكما يشغل المجمع مكانة ملائمة لمناشطه في الهيكل التنظيمي للوزارة، فإنه يشغل أيضاً مكانة متميزة في نفوس المسلمين وقلوبهم.
وبيَّن أن المجمع وبعد ثلاثة عقود من افتتاحه وصل إنتاجه إلى حوالي (300) مليون نسخة من مختلف الإصدارات، كما تم توزيع عشرات الملايين من المصاحف داخل المملكة وخارجها لتصل نسبتها إلى حوالي 95% من الإنتاج، أما المخطوطات: فللمجمع ثمانية مخطوطات لست روايات هي: حفص عن عاصم الكوفي، ورش عن نافع المدني، قالون عن نافع المدني، الدوري عن أبي عمرو البصري، شعبة عن عاصم الكوفي، السوسي عن أبي عمرو البصري، والمصاحف المرتلة: وَفق رواية حفص عن عاصم الكوفي (6 قرّاء)، ورواية شعبة عن عاصم الكوفي، ورواية ورش عن نافع، وقالون عن نافع، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري، والسوسي عن أبي عمرو البصري، في حين بلغت ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى: (60) ترجمة منها (30) ترجمة للغات آسيوية، و(15) ترجمة للغات أوروبية، و(15) ترجمة للغات إفريقية.
واستعرض الدكتور العوفي بعضاً من الأعمال المصاحبة لإنتاج المصحف ومراحلها وقال: إن هناك مراقبات متعددة لعملية طباعة وإنتاج المصحف الشريف، المراقبة الأولى تقوم بها اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية، وهناك مراقبات أخرى هي: مراقبة النص، والمراقبة النوعية، والمراقبة النهائية، مشيراً إلى أن المجمع يستخدم المجمع أفضل المواد المتاحة، وذات المواصفات المتميزة. وأبان سعادته أن المجمع أولى ذوي الاحتياجات الخاصة عناية واهتماماً كبيرين، حيث بدأ المجمع في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة، وهي الأولى من نوعها في العالم، كما شرع في اتخاذ ما يلزم نحو إنتاج مصحف المدينة النبوية بطريقة برايل للمكفوفين.
وبشأن الدورات والبرامج والندوة التي نظمها المجمع قال: الدكتور العوفي نظّم المجمع (16) دورة تجويدية لحفظة القرآن الكريم برواية حفص تستغرق الدورة الواحدة سبعة أشهر تقريباً موزعة على مدار (3) أيام أسبوعياً، تخرج منها حوالي 380 حافظاً، ونظم كذلك خمس ندوات وملتقى هي: ندوة «عناية المملكة بالقرآن الكريم وعلومه» (1421هـ)، و»ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل»(1423هـ)، «وعناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية»(1425هـ)، «والقرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية»(1427هـ)، «والقرآن الكريم والتقنيات المعاصرة «تقنية المعلومات» (1430هـ)، وملتقى»أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم (1432هـ).
ومن الأعمال الأخرى للمجمع - واصل سعادته قائلاً -: إنشاء مصنع متكامل خاص به للأقراص المدمجة CD طاقته 840 قرصاً في الساعة، وإصدار مجلة البحوث والدراسات القرآنية: نصف سنوية، محكّمة، صدر العدد الأول منها في محرم 1427هـ، كما نفذ المجمع (50) دراسة قرآنية ومصنفاً، ويتواصل المجمع على شبكة الإنترنت مع متابعيه في مختلف أنحاء العالم بست لغات، إضافة للغة العربية، مشيراً إلى أن عدد زوار المجمع بمقره بمدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يبلغ أربعمائة ألف زائر سنوياً.
واختتم الأمين العام لمجمع الملك فهد حديثه بالقول: إن المجمع نال عدداً من الجوائز المحلية والإقليمية بلغ عددها خمس جوائز هي: جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، وجائزة المدينة المنورة، وجائزة دبي للقرآن الكريم، وجائزة أفضل موقع إلكتروني، وجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم، وقراءته وتجويد تلاوته، منوهاً إلى أن هدية خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام تبلغ حوالي 1.700.000 نسخة سنوياً توزع هدية من خادم الحرمين الشريفين على ضيوف الرحمن، حيث بلغت 35 مليون نسخة حتى 1434هـ - 1435هـ.