ناشد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني قيادات وأعيان ووجهاء مدينتي مصراته والزنتان بالعمل لرأب الصدع والعمل مع الحكومة على وقف الاقتتال في طرابلس. ودعا الثني الذي يقود حكومة تسيير الأعمال في بيان له أمس إلى لمّ الشمل وإصلاحِ ذات البين قبل الوصول بليبيا إلى نقطة اللاعودة والدخول في حرب طاحنة لا مسوغ لها تأتي على الأخضرِ واليابس.
وأكد الثني أن الحكومة منذ بداية الأحداث الأخيرة عقدت اجتماعًا طارئًا لمعالجة الأزمة وشكلت لجنة للتواصل مع جميعِ الأطراف المعنيّة للوصول إلى تهدئة لوقف القتال والجلوس على طاولة الحوارِ ووضعِ خطة تضمن تسلم الدولة لجميعِ المنافذ البرية والبحرية والجوية والمرافق التابعة لها وتأمينها من خلال الجيش والشرطة.
وأكد أن الحكومة لم تطلب أي تدخل عسكري على الأرض الليبية، بل تدارست إستراتيجية طلب مساعدة دولية لانخراط المجتمعِ الدولي بشكل أكثر فاعلية لترسيخِ قدرات الدولة وتمكينها من بناء مؤسساتها وعلى رأسها الجيش والشرطة، والتواصل مع التشكيلات المسلحة لإدماجها في هاتين المؤسستين».
ميدانياً ذكرت مصادر طبية إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 19 آخرون غالبيتهم مدنيون في بنغازي لدى اندلاع اشتباكات بين مقاتلين مسلحين وقوات نظامية تحاول طردهم من المدينة الواقعة في شرق ليبيا. جاء القتال الذي اندلع الليلة الماضية وشاركت فيه طائرات وقوات برية بعد أسبوع من وقوع أشرس اشتباكات بين متشددين ومقاتلين متمردين سابقين والقوات الحكومية في بنغازي والعاصمة طرابلس منذ الحرب التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011. وقتل أكثر من 50 شخصاً حتى الآن في أعمال العنف التي زادت المخاوف من انزلاق ليبيا إلى حالة من الفوضى مع عدم قدرة الحكومة على السيطرة على كتائب مسلحة تسليحاً ثقيلاً تنتمي إلى ميليشيات سابقة تتنازع على السلطة. وتبادل فصيلان متنافسان من الميليشيات إطلاق صوارخ جراد وقذائف المدفعية في محاولة للسيطرة على مطار طرابلس الرئيسي ما أدى إلى وقف غالبية الرحلات الدولية وأجبر الأمم المتحدة على سحب موظفيها من ليبيا. وأثرت المعارك على صناعة النفط الهشة في ليبيا وانخفض الإنتاج في حقل الفيل الرئيسي بسبب الاشتباكات لينخفض إجمالي الإنتاج بنسبة 20 في المئة ووصل يوم الاثنين إلى 450 ألف برميل في اليوم.
من جهة اخرى قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الخميس إن تركيا قد تخلي سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس بعد يوم من النصيحة التي اسدتها الوزارة لكل المواطنين الأتراك بمغادرة ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني.. وقال داود أوغلو في مقابلة مع قناة تلفزيونية تركية: «هناك صراع شديد يدور في ليبيا في الشهور الأخيرة. اتخذنا إجراءات لإجلاء بضع مئات من الأتراك في ليبيا».