كتاب (لعلهم يتفكرون) قراءة تفكرية في آيات الكتاب العزيز.. يقول المؤلف عبد الله بن مرزوق القرشي: هناك مشكلة كبيرة حين يصبح القبول والرفض للأفكار والأخبار يخضع لمنطق آخر لا يحترم نظام التفكير، بل هو يقبل ويرفض بناء على حبه وهواه أو بناء على موافقته لآبائه أو شيوخه أو مجتمعه، تلك مشكلة خطيرة تسمح لصاحبها أن يقبل الشرك الأكبر دون أن يشعر بضلالة وأشكاله.
عقل المشرك يستنكف قبول الحقائق لأنه لم يعهدها عند آبائه الأولين، ثم يسمح للخرافات أن تملأ عقله لأنها من تراث قومه وآبائه!
وفي الحوار القرآني بين إمام الموحدين إبراهيم عليه السلام وقومه ما يكشف هذه المعضلة..
كان إبراهيم يناقش الأفكار بنظام التفكير وقومه يقبلون ويرفضون بناء على منطق آخر وهو منطق العاطفة والهوى وموافقة آبائهم الأولين.
وكل من التزم بنظام التفكير الصحيح فهو تابع في ذلك لإبراهيم وكل من جنح إلى الهوى والتقليد الأعمى فأنه يشابه في ذلك قوم إبراهيم.