كسر الفنان مارسيل خليفة جمود الرهبة عند اللبنانيين والعرب خلال مشاركته في مهرجانات بيبلوس الدولية، حيث التفّ على مدرج المنصوب على شاطئ ميناء مدينة جبيل العريقة حشد من لبنانيين جاءوا من جميع المناطق وبعض العرب الذين يقضون إجازاتهم تحديداً في لبنان، وبما أن الوضع متأزم في فلسطين المحتلة فقد كانت الحاضر الأبرز في أمسية مارسيل خليفة، وأعاد معها حضوره القديم المزروع في ذاكرة الناس، وشاركت الفرقة الموسيقية المؤلفة من 140 عازفاً من الأوركسترا الوطنية الفلهارمونية بقيادة هاروت فازليان بنثر دندنات لم تخلُ من الحنين إلى أرض ولد وترعرع فيها فهو ابن «عمشيت - جبيل» التي غاب عنها شاباً ليعود إليها فناناً ملأ العالم وشغل المسارح. قدم حصاد سنواته المليء بالنجاحات في حكايات بين الفرح والحزن والجرح العميق.
بدأ خليفة بمقدمة صوفية مع «يا نسيم الريح» مع الحلاّج، ليزرع نغمة دامعة عن فلسطين كأنها أغنية تسكن أحضن القلعة، وشاركته في هذه الفقرة السوبرانو الألمانية فليستاس فوكس بمقطوعة مهداة إلى أطفال غزة بأنفاس مجرحة، قبل أن يطلق خليفة قصائد محمود درويش بصوته مع «ريتا» و«خبز أمي»، وبصوت أميمة خليل الذي تنصت له حتى الآلات الموسيقية مع «أحبك أكثر» و»طفل يكتب فوق جدار». ثم الفنان المصري محمد محسن الذي أدى (خائف من القمر) كلمات درويش، ليعود خليفة بأداء «منتصب القامة» للفلسطيني سميح القاسم، ولم يغب الراحل جوزف حرب عن الأمسية إذ أدت عبير نعمة بصوتها الأوبرالي قصيدته «غنِّ قليلاً يا عصافير». وفي الأمسية عزف على الأوكرديون للكندي جوليان لابرو «تانغو لعيون حبيبتي».