برعاية صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس لجنة الدعوة في أفريقيا، وبحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، استضافت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أمس الملتقى الثالث والعشرين والذي جاء تحت عنوان: «الحوار» والذي شارك فيه دعاة وعلماء من 42 دولة من قارة أفريقيا لتقديم بحوث علمية للحوار والمشاركة في المسابقة المخصصة لذلك.
وألقى سمو الأمير بندر بن سلمان كلمة بهذه المناسبة، شاكراً فيها الله عز وجل على ما منَّ علينا من نعمة الإسلام والهداية، مشيراً سموه إلى المشاركين في ملتقى الحوار حيث إنهم قدموا من 42 دولة أفريقية يمثلون أكثر المناطق بأفريقيا ولهم باع طويل في الدعوة إلى الله في بلدانهم.
لافتاً سموه إلى أن كل واحد من هؤلاء الدعاة جاء ليقدم بحثاً في الحوار مبيناً بأنه تم إعداد مسابقة وتقديم الجوائز لهم.
وأضاف أنه أُعد لهم لقاءات مع العلماء والمسؤولين في الجامعات وتزويدهم بدورات في الحوار، حيث إنهم سيأخذون بهذا الحوار إلى الدعوة إلى الله.
كما أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد اهتموا بالدعوة إلى الله في أقطار الأرض كافة وخصوصاً في أفريقيا. مكرراً شكره لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس.
وبيَّن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس في كلمته التي ألقاها أهمية الحوار بقصد تصحيح المفاهيم وإظهار الحجة وإثبات الحق ودفع شبهة ورد الفاسد من القول والرأي.
وقال إن الحوار من الأصل منهج وشرع خالص تدل عليه آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة, فالدعوة إلى الله تعالى لا تتم إلا بالحوار والجدال بالتي هي أحسن حيث إن الحوار مطلب إنساني لإشباع حاجة الإنسان للاندماج مع غيره، فالإنسان بطبعه يميل إلى الاجتماع والتواصل مع غيره.
مشدداً إلى الأخذ بأسس الحوار في الشريعة الإسلامية وهي الحكمة, والموعظة الحسنة, والجدال بالحسنى.
مشيراً إلى أن آداب الحوار في الإسلام يترتب عليه الإخلاص لله تعالى, والبعد عن التعصب للرأي, واتباع أسلوب التدرج في الحوار, والرفق, واللين, والحزم, ودفع السيئة بالحسنة، ومراعاة حال المخاطب (المُحَاوَر), وإيضاح السبب, وحسن الاستماع للطرف الآخر, وقبول النتائج والإذعان للحق.
وأبان معاليه أن المملكة تسعى دائماً إلى إقامة اللقاءات الوطنية للحوار بين أبناء الوطن، كما تحرص على دعم وترسيخ الحوار البنّاء بين أبناء الشعوب المختلفة، ولها في هذا المجال أيادٍ بيضاء أشاد بها البعيد قبل القريب، حيث قام الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - بإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ليكون قناة فاعلة للتعبير المسئول، وصاحب الأثر الفاعل في نشر القيم الإنسانية، من خلال الحوار الوطني, والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البنّاء, ومعالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته, وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا,وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية، وتفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة,وتعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج.
وبلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته.
ثم أشاد معاليه بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - متعه الله بالصحة وألبسه ثوب العافية - بتأسيس مركز عالمي للحوار بين أبناء الثقافات المختلفة في فيينا، حيث يهدف إلى نشر القيم الإنسانية، وتعزيز التسامح والتعايش، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لكافة شعوب العالم.
وفي نهاية اللقاء تبودلت الهدايا التذكارية بين صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس وقدمت الرئاسة هدايا تذكارية للمشاركين بالملتقى.