عقد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى أمس ورشتَيْ عمل علميتَيْن ضمن فعاليات اللقاء السنوي للباحثين، استعرض خلالهما المشاركون دراسات مشروعي النقل بمكة المكرمة، ودراسات المسجد النبوي المتعلقة بالروضة الشريفة، بحضور عميد المعهد الدكتور عاطف أصغر ووكلاء المعهد وعدد من الباحثين، وذلك بالخيمة البحثية في مقر المعهد بالعزيزية.
وكانت الورشة الأولى التي تحدث فيها الباحث الرئيسي الدكتور الهاشمي الطاهر المبروك بعنوان «دراسة التحكم في حركة المركبات بمكة المكرمة خلال موسمي رمضان وحج هذا العام»، واستهلها بأنه نظراً للزحام الشديد الذي تعانيه مدينة مكة المكرمة بسبب الطلب المتزايد على التنقل في اتجاه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة في أوقات الصلوات، فإنه ينتج من ذلك كثافة في الحركة المرورية وارتفاع معدلات الزحام أثناء التنقل. مبيناً أنه لمعالجة مثل هذه الحالات تم وضع خطط علمية لتحسين الحركة المرورية والمحافظة على البيئة والطاقة، من أهمها تشجيع استخدام النقل العام، ومنع المركبات الخاصة من الدخول إلى داخل المنطقة المركزية.
فيما تحدث الباحث الرئيسي لدراسة المسجد النبوي الدكتور محمد إدريس قائلاً: تتضمن الدراسة توسعة مصلى النساء من الجهة الشمالية الشرقية للحرم؛ وذلك للتعرف على الوضع الراهن للجهة الشمالية الشرقية للمسجد المخصصة لصلاة النساء، إضافة لمقترح إنشاء طابق ثانٍ للروضة الشريفة من الناحية الإنشائية الاستيعابية، والربط بين التوسعة والروضة، وتقليل الاعتماد على القوى البشرية في فصل حركة النساء. مؤكداً أن الفوائد المتوقعة من هذه الدراسة رفع الطاقة الاستيعابية، وتسهيل وصول النساء للروضة الشريفة على مدار الساعة.
وفي الشأن ذاته تحدث عميد المعهد الدكتور عاطف أصغر بأن المعهد يسعى منذ انتهاءِ موسم الحج الماضي لوضعِ خُطة بحثية متقنة لموسمِ هذا العام، وذلكَ بمشاركة جميع الباحثين بالأقسامِ العلمية عبرَ ورش عملٍ ولقاءاتٍ مستمرةٍ للخروجِ بمشاريع بحثية مركزة، تهدفُ إلى تطويرِ ومعالجة قضايا محورية في منظومة الحجِ والعمرة، ويشتركُ في كلِ مشروعٍ منها عددٌ من الباحثين المتخصصين في مجالاتٍ متعددة لتتلاقحَ أفكارهم، وتتكامل تخصصاتهم للخروجِ بحلولٍ إبداعية وآلياتٍ مبتكرة ـ بإذن الله ـ تناسبُ الحالة الفريدة التي تتميزُ بها مواسمُ الحجِ والعمرة والزيارة.
ونوه بالإمكانيات والدعم اللذين يحظى بهما المعهد من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وما يلقاه من دعم واهتمام شخصي من لجنة الإشراف العليا على المعهد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، ومتابعة ومؤازرة مستمرة للمعهد من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة، ومن قِبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، واهتمام وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وإشراف مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس؛ ما مكَّن المعهد من أداء دوره البحثي لجميع الخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين على الوجه الأمثل، وتحقيق الرقي لها بما يتوافق مع توجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله - الرامية إلى تسخير كامل الإمكانات والخدمات لضيوف بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام.