مادة التربية الفنية تستغيث بك يا أمير الريشة!

بما أن رأس الهرم التربوي يدرك تماما ثمن وروعة الفن التشكيلي؛ وروح الفن وأنواعه؛ فلن نعجز عن طلب التربية الفنية في التعليم الثانوي؛ بل طلب تسجيل كل مهارة وهواية في الشهادات الصادرة من التعليم.

التربية الفنية؛ في المرحلة الثانوية؛ والابتدائية؛ ما حالها؛ وهل لها روادها؟! وبعد سنوات من تركي الدراسة؛ اكتشفت موهبة دفنها التعليم.

لم تكن تلك الموهبة بيد التعليم ولا الجهة المسؤولة عن الموهبة.

لم يسعف تلك الريشة التعليم الثانوي؛ ولا الأساسي؛ لسبب التخصص والاستبعاد.اعتقد هناك الكثير من المواهب والهوايات الفنية غدر بها التعليم؛ واسمحوا لي بذلك؛ وتحملوا المفردة فنحن بحاجة لمفردات حامية؛ ثم تلطيفها؛ فليست هي الأساس؛ ولكنها بحكم الأخطاء. التربية الفنية مستبعدة تماما في الثانوية؛ ويدرسها غير المتخصص من المعلمين في الابتدائية.

ليس هذا فقط؛ فارق الزمن والتخصص يقتل آلاف الوظائف؛ بل ملايين المهن والوظائف ويقول: هيهات لا مستقبل لاقتصاد المعرفة في المجال الفني.

من استهان بالتربية الفنية فلا ذائقة لديه؛ ولم يبرزها مع تجديد أنظمة التعليم الثانوي؛ ويخدع بذلك مستقبل الفن؛ ولا يدرك خطورة ما فعل؛ فهل يتعرف على ذلك بالاستماع الدقيق لأمير الريشة؟! نلاحظ تتزين جدران وحوائط إدارات التعليم؛ أو بعضها؛ وربما جدران وزارة التربية والتعليم بلوحات تشكيلية؛ بأنامل المعلمين وربما المعلمات.

أما إدارة تعليم بنين الرياض فحسب اطلاعي؛ فاللوحات ميزة فارقة في ممرات المكاتب؛ وخبرها لدي قبل سنوات عجاف.

لا يوجد لدى وزارة التربية والتعليم إحصائية؛ عن عدد تلك اللوحات التشكيلية والفنية؛ وهذا سر الاستغناء عن أهم مقرر تعليمي وتربوي.

التربية الفنية بوابة لعدد من المهن؛ فهل نتعرف علي ذلك؟! الفنية ليست تشكيلا فقط؛ فاستجد الفن الالكتروني؛ وتضاعف الواجب.

لدينا في مدينة بريدة شارع الصناعة؛ وكان اسمه شارع الصناعة والدباغة؛ وفيه نجارة؛ وصناعة الأواني؛ استغرب كيف اندثرت هذه المهن؛ واعتمدنا على العمالة والاستقدام والاستيراد.

نصدر الكثير من المواد الخام ؛ زهور ورود وجلود وبترول؛ وتعود لنا صناعات ثمينة وغير ثمينة. استنهاض الذوق والفن والتربية الفنية عموما رصيد مهم لتوفير كوادر قادرة علي التعامل بإتقان مع كل الأجهزة الحديثة.

كانت المدارس تهتم بالمهن من خلال التربية الفنية؛ ولكنها تلاشت الآن. الموهوب فنيا يمكن تجهيزه ليحمل أعلى شهادة فالذوق من خلال صناعات عدة؛ فليست القضية مخرجات تتقن مهنا تقليدية؛ ولا أبحث عن ذلك؛ يكفينا حماية التربية الفنية.

- شاكر بن صالح السليم