لا أريد الخوض في الموضوع بإسهاب؛ فالجميع يعرف العقود ولكن ما يهمني في هذه المقالة القصيرة أن العقود المالية أو الاجتماعية أو عقود الشراكة الدولية تنبئ بالتفاؤل لما تحويه بين ثناياها من خير مستقبلي للفرد والجماعة؛ لذا نسمع (جميل جداً، خير وبركة، شرف لنا، الساعة المباركة) والمجاملات جزء لا يتجزأ من حياتنا؛ فعلى سبيل المثال في توقيع عقود المقاولات والتي في ظاهرها أنها شركات قوية وتفي بالتزاماتها فشهرا أو شهرين تعمل بجد واجتهاد، وما أن تنشب أظفارها في المشروع حتى يبدأ التقهقر رويداً رويداً، ويبدأ التقصير وعلى أثره يحصل تأخر في إنجاز العمل إلى أن يضيق المعني بهذه الخدمة ذرعاً ويقدم الشكاوي للجهة المختصة فتفرض غرامات تلو الغرامات إلى أن تتأزم الأمور فيحاول المقاول تبرير تقصيره بعدم استلامه الدفعات المالية المتفق عليها، ويبقى الوضع بدون إنجاز وكل طرف يرى أنه على حق والخاسر هو المشروع، ويبدأ طريقه إلى دهاليز المحاكم وكل يقول أنا أكسب القضية.
- هناك عقود تنظم العمل بين صاحب المنشأة وطالب العمل، فالبداية أهلاً وسهلاً والآخر أنا مستعد للعمل بكل تفاني وانضباط وبعد التوقيع يبدأ كل منهم يظهر التباين صاحب المنشأة يتأخر في دفع الرواتب والموظف لا يظهر عليه التأخر أو الغياب إلا بعد توقيع العقد وخلال فترة التجارب (عشرة على عشرة)، وبعدها كل يلوم الآخر أنت غير منضبط والثاني أنتم ما تعطونا حقوقنا وبدأ التأزم وبدأ الطريق للجهات ذات الاختصاص، وتبدأ الجلسات وكل له حجته، والخاسر هو العمل، لا المستثمر استفاد من استثماره ولا الموظف استفاد من وظيفته.