سيطر ملف حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية السعوديَّة في الأيام الماضية على معظم أحاديث الشارع الرياضي وأطروحات وحوارات وتعليقات وسائل الإعلام المختلفة، وقد اتضح من خلالها أن هنالك شبه إجماع على أفضلية لا بل وجوب أن تتم العملية وفق منافسة بين القنوات الراغبة في الحصول على الحقوق، على أن تفوز فيها القناة الأكثر عرضًا بغض النظر عن اسمها وهويتها، لكن هنا يبرز سؤال مهم: لماذا تأخر البت في ملف النقل إلى هذا الوقت؟
الإجابة على هذا السؤال تكشف لنا جزءًا من إشكالية الغموض الذي دائمًا ما يجعل من النقل التلفزيوني كما لوكان أحد أسرار الدَّوْلة العسكرية، وهو كذلك ساهم في محدودية الاستفادة من حقوق النقل، ليس فقط ماديًّا، بل على صعيد سمعة وشهرة وقوة وانتشار الدوري وغيره من المسابقات السعوديَّة، الأهم من هذا كلّّه لماذا تمنع وتعزل رابطة دوري المحترفين السعوديَّة من ممارسة صلاحياتها في هذا الجانب الذي يعد من صميم عملها كجهة تمثِّل أندية المحترفين وتبحث عن مصلحتهم وتُعبِّر عن أصواتهم ومطالبهم ومسؤولة عن توفير مستحقاتهم، وهي من يحق لها اتِّخاذ القرار المناسب بالنيابة عنهم..؟
المفارقة الغريبة أن الأندية لا تحظى بأي دعم حكومي وفي الوقت نفسه تحرم من أن تختار ما يناسبها ويلبي طموحاتها ويوفر جزءًا كبيرًا من دخلها وإيراداتها..!
الموسى كشف المستور!
كنت قد أشرت في تعليقي على تعيين الأمير عبد الله بن مساعد رئيسًا عامًا لرعاية الشباب تحت عنوان (ابن مساعد القرار الصح) إلى ضرورة أن يهتم وينظم ويفعل هيكلة ودور وآلية الجمعية العمومية في الأندية، فهي ـ أيّ الجمعية ـ صمام الأمان والقوة المؤثِّرة والفاعلة للأندية إداريًّا وماليًّا وفنيًّا متى ما توفرت لها الظروف والأدوات والصلاحيات التي تساعدها على أداء هذا الدور الحيوي، في المقابل لا أبالغ لو قلت: إن من أسباب الفوضى في الأندية وسوء إدارتها والتخطيط لمستقبلها في وقتنا الراهن هو تعطيل أو بالأصح تحجيم جمعياتها العمومية..
استرجع اليوم الكلام عن الجمعية العمومية للأندية وما طالبت به الأمير عبد الله في هذا الخصوص بعد ما اطلعت على تصريح عضو الجمعية العمومية في نادي القادسية عبد العزيز الموسى للزميل أحمد العجلان المنشور في «الجزيرة» يوم الأربعاء الماضي، وتأكيده على أن هنالك تجاوزات قانونية وكذلك تزوير صريح في عدد حضور الجمعية العمومية الأخيرة لنادي القادسية، وان مكتب رعاية الشباب في الشرقية تجاهل كل هذه المخالفات والتعليمات رغم وضوحها وإثباتها بالحقائق والأرقام واعتمد قرارات الجمعية غير النظامية، ما حدث في القادسية يجسِّد حقيقة ما يجري في عموم الأندية، وإذا كانت الجمعيات الأخرى مرَّت بصمت واحتواء فإنَّ الوضع في القادسية جاء ليعبر أكثر وينذر بما أخطر من خلال اعتراضات وطعون أعضاء الجمعية وفي مقدمتهم الرياضي والقدساوي المعروف عبد العزيز الموسى، وأنا هنا اتفق معه في مطالبته بفتح تحقيق من قبل الرئاسة لمعرفة ما حدث بالضبط، وحتى يحسم الأمر في حينه وقبل أن تتأزم الأوضاع القدساوية وتصل إلى مرحلة معقدة يصعب الخروج منها بسلام..
أعود للقول بأن أنديتنا باعتبارها المصنع والأساس والمنطلق للرياضة والشباب تحتاج لترتيب أوراقها وطريقة إدارتها ورسم إستراتيجياتها وتحديدًا فيما يتعلّق بالجمعية العمومية، وهذا ما أتمنَّى من سمو الرئيس العام أن ينظر إليه بعين الاهتمام، ويكلِّف جهة مختصة تتولى صياغة لائحة ومواد جديدة مُتطوِّرة للجمعية العمومية تتناغم مع ظروف ومتطلبات الأندية، سواء فيما يخص رسومها السنوية وصلاحياتها ومواعيد اجتماعاتها وآلية تصويت أعضائها على الانتخابات والقرارات وفق تقنية إلكترونية حديثة تسمح للعضو بالمشاركة والإدلاء بصوته دون الحضور لمقر النادي، الأمر الذي سيرفع أعداد أعضاء الجمعية ويزيد من تفاعلهم وتوسيع دائرة مشاركتهم وأيْضًا دعمهم لأنديتهم..
من الآخر
- شخصيًّا وبمثل ما هو معمول به في الدول المتقدِّمة كرويًّا أتمنَّى واقترح على الأمير عبد الله بن مساعد أن يحيل ملف بيع حقوق النقل التلفزيوني لرابطة دوري المحترفين..
- بدلاً من المؤتمرات الصحافية والسجالات الإعلاميَّة غير المجدية لماذا لا يبادر اتحاد الكرة بدعوة أعضاء الجمعية والاجتماع مع أعضائها على طاولة واحدة لمناقشة كل نقاط الاختلاف؟
- لأنَّه ابن الوطن وفي مهمة يمثِّل فيها فكر وعقلية وثقافة كل الوطن علينا جميعًا بمختلف ميولنا وقناعاتنا أن نقف وندعم الكابتن سامي الجابر بعد أن أصبح مشرفًا وخبيرًا فنيًّا في نادي العربي القطري..
- قدم الإداري المتميِّز والرياضي المعروف سعد الصعب نفسه وفي أكثر من موقف وموقع ومناسبة كان آخرها وأبرزها الدورة الرياضيَّة الثانية لمركز التنمية الاجتماعيَّة بحائل كواحد من الأسماء التي تستحق شكرها وتستاهل الاحتفاء بها نظير ما يقدمه من نجاحات وجهود في مجال الخدمة الاجتماعيَّة في المنطقة..
- الحضور الجماهيري المدهش في مباراتين وديتين للاتحاد والأهلي وفي هذا التوقيت دليل أننا مقبلون على موسم كروي حافل بالقوة والمتابعة والإثارة والندية..