استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بمكتب سموه بجدة الأربعاء الماضي معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ونائبه الدكتور فهد السلطان، وعدد من المسؤولين في المركز، حيث جرى استعراض مجالات التعاون المنفّذة خلال السنوات الماضية، والتطلعات المستقبلية لتعزيز الشراكة وتطويرها خلال الفترة المقبلة.
وقد أعرب معالي الأستاذ فيصل بن معمر في بداية اللقاء عن خالص شكره لسمو وزير التربية والتَّعليم الأمير خالد الفيصل على دعمه لبرامج ومناشط المركز، مشيرًا إلى أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يرتبط بشراكة فاعلة مع الوزارة منذ توقيع اتفاقية التفاهم عام 1428هـ التي نتج عنها العديد من المشروعات المشتركة والمثمرة، وقال: سوف تشهد المرحلة المقبلة نقلة نوعية بدعم وتوجيهات سموه الكريم. وجرى خلال اللقاء مناقشة أوجه الشراكة المستقبلية بين الوزارة ومركز الحوار الوطني، ومن ذلك: إعداد الدراسات المتعمقة واستطلاعات الرأي العام، وتنظيم دورات تدريبية نوعية في جميع مناطق المملكة لتزويد المعلمين والمعلمات بمهارات الحوار والتواصل بهدف تعزيز قيم الحوار والوسطية والاعتدال.
كما تَمَّ استعراض مشروع إقامة لقاءات وطنيَّة حوارية في مناطق المملكة الثلاث عشرة بالتعاون بين إدارات التَّعليم والمركز بهدف تطوير إستراتيجية لتعزيز القيم الوطنيَّة وترسيخ المواطنة، علاوة على تنفيذ استطلاعات للرأي العام التربوي فيما يخدم الرسالة التربويَّة.
وناقش الاجتماع ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية، حيث استفاد أكثر من (500) ألف متدرب ومتدربة من برامج نشر ثقافة الحوار، وتَمَّ إقامة (100) حلقة نقاش حول الرؤية المستقبلية للتعليم في المملكة العربيَّة السعوديَّة، ويواصل المركز رسالته للتدريب على نشر ثقافة الحوار وتأصيلها في المجتمع من خلال منظومة القيم التي يسعى لها التدريب التي أصبحت اليوم علامة اجتماعيَّة ظاهرة بوضوح في المجتمع السعودي مثل قيم: التسامح، الاعتدال، الوسطية.. بالإضافة إلى برامج تأهيل المدرِّبين والمدرِّبات والتدريب الدولي ومشروعات التواصل الثقافي مع الثقافات الأخرى.
من جهته ثمّن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتَّعليم إسهامات مركز الملك عبد العزيز للحوار ودوره البارز، باعتبار الحوار قيمة إسلاميَّة ومنهج حياة لا بُدَّ منه حتَّى يسود الانسجام والأُلفة بين أفراد المجتمع، وبالتالي تنمو وتتطوّر العلاقات التي تنعكس على الإنتاجيَّة والتنمية وتعزز من اللحمة الوطنيَّة، وهذه هي رسالتنا تجاه الجيل الذين هم في أمس الحاجة إلى من يعينهم على اكتشاف أنفسهم وتعزيز قدراتهم وتنمية الوازع الديني والوطني وفق أساليب علميَّة وعملية مخطط لها بعناية، لترسيخ قيم الاعتزاز بالدين والولاء للملك والنتماء للوطن، وأنه لا خيار لنا ما لم تصل هذه القيم إلى الشباب ويقتنعوا بها ويعملوا بموجبها.