في إحدى المحاضرات الجامعية وفي وسط جو الدراسة أحب الدكتور أن يدخل على طلابه بعضا من السرور، وذلك حينما طلب من طلابه إعارته انتباههم ثم أمسك بالقلم فوضع نقطة سوداء في منتصف السبورة ثم سأل عموم الطلاب قائلا: ماذا ترون؟ فقالوا: سبورة بيضاء. فابتسم الدكتور وضحك مجموعة من الطلاب، حيث فهم الطلاب مقصد أستاذهم قبل أن يجيبوه.
إن مثل هذه النوادر والقصص تشعر المرء بتطور العقول البشرية حيث مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته على الواقع.
من المؤكد أن مثل هذه القصة انتشرت عبر الرسائل وغيرها وربما حدثت بالفعل عدة مرات. هذا هو عصرنا الذي نعيش فيه.
لكن حينما تستخدم بما ينافي الآداب والأخلاق فهنا لا يجب السكوت ولابد من التأنيب والتأديب.
نحن بقيمنا وأخلاقنا لا نسمح أن تخالف الأدب والذوق العام، فمثل هذه الأشياء التافهة لا تزيد المجتمع إلا غباء وتفاهة ويكثر الساخرون من مجتمع يرى أن ما يغير أخلاقه بعضاً من لعب الأصابع بالأقلام أيا كان التوجه حميدا أم مذموما، بل ويزداد الأمر سوءا حينما يغير تعاملنا مع الآخرين نحو الأسفل.
إن تأثير الرسائل التافهة يغير من أدب الشاب مع أصدقائه، فالذي يعجبه حديث مفتعل بنهايته كلمة أو جملة قبيحة فهو يسعى إلى تطبيقه على من حوله من أصدقاء وزملاء، ويؤثر أيضاً على التعلق بها فسيصبح الشخص ويمسي ممسكا بهاتفه المحمول عله يجد شيئا جديدا يبتسم أو يضحك عليه.
أثبتت إحدى الدراسات البريطانية أن الحد الأعلى لاستخدام الهاتف المحمول هو 40 دقيقة فقط ؛ فهل هذا مُستوعب؟
إن الاعتدال في استخدام الهاتف المحمول ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف الذي أمرنا بالتوسط في شؤون حياتنا المختلفة.
على سبيل المثال لا الحصر فإن 79% من السعوديين يستخدمون تويتر يومياً الذي يمتلئ بالمغردين الذين يحاولون اكتساب عدد كبير من المتابعين وحبهم وتفاعلهم مع ما ينشرونه لهم.
يستخدم أيضاً في ظل هذا التفاعل الكبير الشائعات والأخبار المغلوطة وربما الأحاديث الكاذبة حتى تصل إلى الأغراض الإباحية التي تكاد تملأ كل تطبيقات التفاعل الاجتماعي التي تنافي عقول البشر وانتمائهم الديني، وتؤثر سلبا على الفرد والمجتمع وكذلك على نظرة الآخرين نحونا كمجتمع عربي مسلم.
أوجه رسالتي إلى كل عاقل يدرك عاقبة الأمر، فالإصلاح يكون من النفس أولاً ثم سيتغير المجتمع من حولك نحو الحضارة والتقدم.