أجاز سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء إخراج الزكاة لأهالي قطاع غزة. وأكد سماحة المفتي في خطبة الجمعة أمس في جامع الأمام تركي بن عبدالله وسط العاصمة الرياض أن أهالي غزة يعانون من قتل وتشرد وتدمير للبيوت والممتلكات؛ ودفع الزكاة إليهم أولى من غيرهم، فهم بحاجة ماسة للوقوف معهم في محنتهم وتقديم العون لهم ونصرتهم، ونجدتهم والسعي لتضميد جراحهم.
وأوضح سماحته أن الزكاة ركن من أركان الإسلام يجب على المسلم الذي تجب عليه الزكاة أن يؤديها في وقتها ووفق أنصبتها ولا يتكاسل ولا يتباطأ ولا يغريه الشيطان عن أدائها، لافتاً أنها صلة بين الغني والفقير، وعنوان للتآلف والتآخي والتعاون بين أبناء المجتمع وتطهير الأموال والنفوس وحماية لأموال الأغنياء وزيادة لبركتها ونمائها وسلامتها من الآفات كما قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}.. داعياً في الوقت ذاته أنه ينبغي لمن أراد دفع الزكاة أن يخلص العمل ويخرجها من طيب نفس ويتحرى فيمن يعطيهم وهل هم من أهل الزكاة أم لا؛ لأن هذا الأمر قد حدده الشارع والواجب الوقوف مع ما حدده وألا نتساهل في أمر الزكاة، فليس كل من سأل يعطى، بل الواجب ضرورة التحري.
وفي هذا السياق حذر سماحة المفتي من منع الزكاة بخلاً بها وشحاً فهذا مرتكب لذنب عظيم إذ يقول الله سبحانه: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}.. ويقول سبحانه: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزميه يعني بشدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}».