بداية من تزييف الحقائق من خلال تغييب علم الثورة السورية إبان الاستعمار الفرنسي، مرورا ببناء درامي ممثل بالشخصيات متردد في التعمق في الحراك الشعبي آنذاك، وانتهاء بالسذاجة في تغييب الوقائع التاريخية للحقبة التاريخية السورية أثناء الاستعمار، يواصل مسلسل «باب الحارة» بتعنت واضح استفزاز المشاهد العربي من خلال جزء لا تخرج منه بجديد.
الجزء سادس ساذج ولا جديد فيه يقدم «باب الحارة» كواحد من أكثر المسلسلات مللاً وتكراراً في الدراما العربية، ابتداء من الخط الساذج من محاولة الحارة إيجاد زعيم لها في تمطيط ممل وخال من الحبكة، والتركيز السامج على تصوير المجتمع لمسارات سطحية متعلقة بزواج فلانة من «ابن عمها»، والأهم التقديم الخالي من الواقعية لرجال الدين، وأخيراً ابتكار غير مقنع لعملية للاستعمار.
التمثيل والأداء شابهما الكثير من المُبالغة في الأداء المسرحي المُبتذل، والاصطناع الساذج المتوافق مع موسيقى غير متوافقة مع السياق، ولا ننسى غياب الرؤية الإخراجية في تصعيد الأداء للتوافق مع الحدث الدرامي، بمعني الأداء التمثيلي لجميع الشخصيات تقريباً في المسلسل نجدها في نفس النسق، خصوصا من الطاقم النسائي التمثيلي المثير للشفقة.
الأخطاء الفنية بالمجمل لا يسعها مقال واحد لرصدها، لكن من المهم أن نعي أن باب الحارة آن أوانه كي ينهي حقبة الدراما السورية التشبيحية التي غزت قنواتنا واكتسحت بيوتنا لطاقم لطالما كان على أقصى حالاته الرجولية أمام الشاشة، وأدنى درجات التشبيح خارجه.