يشكل سوق الخميس الشعبي بمحافظة البدائع ملتقىً شعبياً وإرثًا حضاريًّا وحراكاً تجارياً اكتسب أهميته على مر السنين، كونه يحتل موقعاً إستراتيجياً وسط المحافظة، وكانت بدايته في الشارع التجاري المتجه للجامع القديم بالمحافظة، حيث كانت البداية الفعلية قبل 40 عاماً، وعرف عنه أنه تنقل في أماكن عدة تماشياً مع النمو والتوسع العمراني والسكاني في المحافظة إلى أن استقر في موقعه الحالي في المنطقة المركزية جنوب شرق جامع الملك عبدالعزيز، حيث يشهد إقبالاً كثيفاً من زواره ومرتاديه كل أسبوع بسبب موقعه وقربه من الأحياء وسهولة الوصول إليه من الشرائح كافة، ولما يقدمه من خدمة للعديد من القرى والمراكز المجاورة بسبب موقعة الجغرافي، يعد هذا السوق من الأسواق الشعبية الرائدة التي تجمع بين العراقة والبساطة وعبق الماضي محتفظاً بالموروث الشعبي والتراثي القديم، وهو ما أسهم في انتشار وتوسع شعبيته.
وكان لـ (الجزيرة) جولة داخل هذا السوق، وأخذنا بالتنقل بين بائع وزائر، وكل طرح وجهة نظره تجاه سوق الخميس.
فخلال جولتنا التقينا أبوعساف بائع متجول افتتح اللقاء بقوله: بلدية البدائع تشكر لما قدمته من تنظيم ممتاز للسوق، وأشاد بأسلوب التنظيم وتوزيع الأقسام مما سهل على المرتادين والمتسوقين الوصول الى مبتغاهم، وشجع على تزايد الزوار بين فترة وأخرى. وأتت مداخلة من الرشيدي قائلاً: واجهنا بعض الصعوبات والعقبات من قبل بعض البلديات داخل المحافظات حين أردنا الاستفادة من الإمكانات لديهم بعرض ما لدينا من بضائع يريدها المتسوق، وتجلب لنا الفائدة، وتنمي سوق المحافظة، إلا أننا لم نجد الترحيب الكامل سوى هنا في البدائع، فلم يقبلنا بصدر رحب إلا بلدية محافظة البدائع فنقدم لها كل الشكر والثناء.
كما تحدث أبوعزام قائلاً: بلدية البدائع تعد من أفضل البلديات على مستوى بلديات مدن ومحافظات منطقة القصيم. وكان لديه رأي آخر من ناحية توقيت السوق خلال شهر رمضان بأن تكون الفترة مسائية، وعن الأسعار أضاف: لدينا أسعار أرخص من المولات بأضعاف بشهادة من الزبائن.وأكد البائع المتجول أحمد أنه بدأ من جازان مروراً بحائل والنعيرية ثم القصيم، وقال: ولقد مارست مهنة التجول بائعاً منذ 24 سنة.
وتشارك المرأة بشكل قوي كبائعة في السوق، والتقينا أم بدر وكان لها رأي مختلف تجاه السوق بأنه كان في أفضل حالاته قبل 18 سنة وليس الآن.
فيما أجمع البائعون والبائعات بالسوق على طلب موحد قائلين: نريد مظلات تقينا من حرارة الشمس لأننا نظل نعمل فترة زمنية طويلة تحت أشعة الشمس.وتوجهت (الجزيرة) بهذا الطلب لرئيس بلدية محافظة البدائع / يوسف الخليفة الذي علق بأنه تمت الموافقة على تأهيل وتحسين كامل المنطقة المركزية بما في ذلك المظلات في سوق الخميس حيث نراعي الجوانب الإنسانية لهؤلاء الباعة الذين بلا شك يحدث بتواجدهم أسبوعياً حراك تجاري ونشاط اقتصادي مكاسبه تعود للمواطن مشترياً كان أم بائعاً، ونسعى باستمرار لتهيئة الأجواء المناسبة لذلك، وهذا من واجبنا في البلدية لخدمة المجتمع.