تابعت ما نشر في صفحة «عزيزتي الجزيرة» وردود بعض الإخوة على ما طرحه الكاتب عبدالله الكثيري حول إصرار معظم الأئمة والمؤذنين على وضع عشرات السماعات والميكروفونات الخارجية والداخلية العالية، التي تُحدث صدى وإزعاجاً للمصلين، وتجعلهم في عدم تركيز مستمر مع الإمام في ظل تداخل أصوات الميكروفونات من المساجد والجوامع المجاورة. ورغم ما طُرح سابقاً عن هذا الوضع، وإثارة بعض القراء، إلا أنه لا بوادر من وزارة الشؤون الإسلامية في السطح توحي بعلاج المشكلة التي استمرت سنوات عديدة. ولم يكتفِ الأئمة والمؤذنون بذلك، بل هناك أمر مهم أضر بالمصلين، خاصة كبار السن، هو «التكييف العالي» في المساجد والجوامع؛ إذ يعمد بعض إن لم يكن معظم الأئمة والمؤذنين لوضع عشرات المكيفات التي على شكل «دواليب»؛ ما يجعل هذا المسجد أو ذاك مثل «الفريزر»، بإسراف كبير في الطاقة الكهربائية لا مثيل له.
إن كبار السن الذين لا يتحملون البرودة العالية قد هجروا المساجد بسبب البرودة العالية في ظل وجود هذا التكييف العالي. وإننا نأمل من الوزارة أن تتابع ما يحدث في المساجد والجوامع من إسراف في الكهرباء لا وصف له، وذلك بالتنسيق مع شركة الكهرباء التي لا بد أن يكون لها دور مهم في إعادة النظر في وضع الإسراف في الكهرباء في بيوت الله بهذه الطريقة، وضرورة إجبار الأئمة والمؤذنين على الاقتصاد في الكهرباء إلى نصف معدل ما تستهلكه المساجد توفيراً للطاقة أولاً، ورحمة بالمصلين ثانياً، خاصة المسنين الذين لا يتحملون البرودة العالية والأصوات المزعجة من كثافة الميكروفونات والسماعات.
نأمل بقرار جريء من وزارة الشؤون الإسلامية بالتنسيق مع وزارة الكهرباء لمعالجة هذا الوضع سريعاً، بعد أن ثبت أن المساجد والجوامع تستهلك 50 % من الطاقة الكهربائية يومياً، خاصة أنه يتم تشغيل المكيفات على مدار 24 ساعة في اليوم.
إن الله سبحانه وتعالى لم يأمر بالإسراف، لكن بعض هؤلاء الأئمة والمؤذنين أسرفوا كثيراً - هداهم الله - في التكييف والميكروفونات.