Friday 18/07/2014 Issue 15268 الجمعة 20 رمضان 1435 العدد

الإرشاد الأسري

لا شك أن ديننا الاسلامي يشكل منهج حياة لكل مسلم، وهذا يعني الكثير والكثير لنا، فالإسلام المنبع الصافي الذي نستمد منه قيمنا وأخلاقنا وكل شؤون حياتنا، كما أشارت إليه هذه الآية قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام 126).

فالإسلام اهتم اهتماما كبيرا بالأسرة في الاسلام فهي الخلية الأولى لبناء المجتمع وبداية تكوين الأسرة المستقيمة تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة، لكي تنشئ الأسرة على القيم الأخلاق الدينية فاختيار الزوجة تضمن للأسرة السعادة والاستقامة الذي يحقق لهم الاستقرار والأمان الأسري الذي بدوره يحميهم من الوقوع في الانحراف بأنواعه.

يقول تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21)

ومن المعروف أن للأسرة وظائف وأدوار بنائية ووظيفيه يختلف كل دور عن الآخر ولا يقوم الفرد ويصبح عضوا فعالا يعيش باستقرار نفسي واجتماعي إلا إذا قام بوظائفه الطبيعية بصورة سليمة، يتمتع بما أنعم الله عليه من نعم لا تعد ولاتحصى.

ومما لا شك فيه أن من أهم أدوار الأسرة هي التوعية والتوجيه والارشاد فالإرشاد الأسري الذي يعتبر من أهم وظائف الأسرة وله دوره في نجاح وتماسك الأسرة واستقامة أبنائها.

ومن أهم وظائفه مساعدة أفراد الأسرة لتحقيق الاستقرار والتوافق وحل المشكلات الأسرية وتنشئة الأبناء تنشئة إسلامية تقوم على ما جاء في القرآن الكريم الذي هو منهج حياة لكل مسلم ومسلمة، وما جاءت في السنة النبوية المطهرة ويسهم الإرشاد الأسري في الحد من الوقوع في مشاكل وانحراف الأبناء باستخدام طرق واستراتيجيات متعددة تتناسب مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي فلا يتحقق الضبط الاجتماعي والتوازن الأسري إلا إذا كان هناك دور فعال للإرشاد في الأسرة، الذي يقوم بدور الوقاية والحماية لأبنائها من الوقوع في أنواع وأشكال الانحراف في مختلف المراحل العمرية التي يمرون بها.

ومن أهم الأساليب التي تساهم في نجاح الإرشاد الأسري ويساعد على وقاية الأبناء من الوقوع في أنواع الانحراف:

1- تقوية الوازع الديني وترسيخ العقيدة الصحيحة من الصغر وملء قلوب الأطفال بمحبة الله عز وجل وحب نبيه صلى الله عليه وسلم .وهذا يثمر مراقبة الله تعالى ومراقبته.

2- تعليمهم أمور دينهم وتبصيرهم بالأمور الدينية التي أمرهم الله بها، فهي أهم العلوم التي ينبغي للأسرة أن تحرص على تعليمهم التعليم الصحيح لكي لا يقعون بالمحرمات والمعاصي، ومن أهم ما يعلمون، الأركان الخمسة وأنواع التوحيد.

3- توجيههم لاختيار الجلساء الصالحين، فالأصدقاء يؤثرون في سلوكيات وتصرفات الأفراد وسرعان ما يقلدون تلك الصفات التي يتميز بها الاصدقاء سواء إيجابية أو سلبية فجماعة الأصدقاء لها تأثير أقوى من تأثير أفراد الأسرة، وقد حثنا (رسول الله صلى الله علي وسلم)، على اختيار الجليس الصالح.

كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»

4- شغل وقت الفراغ بما يعود عليهم بالنفع وتوجيه طاقاتهم وإمكانياتهم واستغلالها بما يعود عليهم بالفائدة، ويكسبهم كثيرا من العادات الإيجابية الفعالة التي تسهم في تكوين الشخصية السليمة، وبالتالي يصبح الفرد عضوا فعالا في المجتمع.

- فاطمة العثيمين - أخصائية اجتماعية