قال باحث متخصص في الدارسات الإسلامية: إن الخطاب الديني ليس في حاجة إلى تجديد وإنما الذي يحتاج إلى التجديد هو الخطاب البشري - وفرق بين الخطاب الديني الصادر عن الله وعن رسوله وبين الخطاب الصادر عن البشر -، فالخطاب البشري يجري عليه التعديل والتصويب على ضوء كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، لا على موجب كلام البشر واصطلاحاتهم، ولذلك قال الله سبحانه: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، فأمر أن نقول للناس حسناً ليكون سببا في دخولهم للإسلام.
وأكد فضيلته أن المطالبة بتجديد الخطاب الديني، الذي هو التجديد في دعوة الناس إلى هذا الدين، وتعليم الناس ما ينفعهم والاستفادة مما يستجد في الحياة؛ هي مما جاء الأمر به والدعوة إليه، وهو ما عليه عمل العلماء السابقين، وما يدعو إليه الناصحون.
جاء ذلك في سياق صفحات الكتاب الذي ألفه فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن علي العسكر وحمل عنوان : ( الخطاب الديني المعاصر) وتناول فيه مفهوم الخطاب الديني المعاصر، ونشأة فكرة الخطاب الديني، حقيقة إصلاح الخطاب الديني المعاصر، وأبرز دعاوى حيال الخطاب الديني،
وواقع الخطاب الديني في المملكة العربية السعودية، والسبب في توجيه التهم للخطاب الديني في المملكة العربية السعودية دولة وأفراداً والرد على ذلك، مسهباً في الحديث عن كل عنصر من هذه العناصر..
أما مظاهر مجالات التجديد لدى الخطيب والداعية فتتجلى - كما قال الشيخ العسكر - في الأمور التالية : الحفاظ على الأصول الشرعية من الخطيب والداعية، والحرص على ذلك في قوله وفعله، ومراعاة اتساع مدارك الناس وأفهامهم من المدعوين، أو من المصلين، وطرح ما يحتاجه الناس من مواضيع، تهمهم في أمر دينهم ودنياهم، اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ومخاطبة الناس بما يفهمون، وتدركه عقولهم، سواء في الأقوال أو الأفعال.
الجدير بالذكر أن عدد صفحات الكتاب بلغت (56) صفحة من الحجم المتوسط .