حث أكاديمي متخصص في الدراسات القرآنية المسلمين على اغتنام مواسم الخيرات في زيادة الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي نعيشه هذه الأيام، وأخص أيامه العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. وقال عميد عمادة التعليم عن بعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور فهد بن مبارك بن عبدالله الوهبي في حديث له عن العشر الأواخر من رمضان: إن الله سبحانه وتعالى قد اختار لهذه الأمة أزمنة فضلها على غيرها ورتب على العمل الفاضل فيها الأجور المضاعفة، لتكون ميداناً فسيحاً للمؤمن يسابق فيه إلى الخيرات، فيسبق عمره المقدر بالسنين إلى أعمال يسيرة، يثاب عليها كمن عُمِّر سنين عدداً من الأمم السالفة، ومن ذلك ما أخبر عنه -صلى الله عليه وسلم- من فضل العشر الأخيرة من شهر رمضان حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)، فأخبر عليه الصلاة والسلام أن في العشر الأخيرة من رمضان ليلة هي أعظم الليالي وهي ليلة القدر التي قال عنها سبحانه وتعالى: {حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، فهي ليلة يفيض خيرها ويتبارك العمل فيها حتى يكون خيراً من ألف شهر أي ما يزيد على ثلاث وثمانين سنة، فكم لهذه الليلة العظيمة من فضل عظيم، وكم هي منحة إلهية كريمة، وهي رحمة عظيمة لعباده الذين يعلم سبحانه حاجتهم وقلة حيلتهم فيسر لهم سبحانه العمل اليسير وقدر عليه الثواب العظيم الجزيل، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، فقيام ليلة واحدة يغفر ما مضى من الذنوب والمعاصي، وهو كرم عظيم من الله سبحانه وتعالى لعباده. وخلص الدكتور الوهبي إلى القول: حري بالمؤمن ألا ييع هذه النفحات العظيمة التي أودعها الله سبحانه هذا الشهر الفضيل، وليتذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها، وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره.