الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأسال الله الكريم أن يجنب المسلمين المصائب وسائر الشرور، وأن يحفظ علينا أمننا وولاة أمرنا وجميع المسلمين.
وذكر أهل العلم من سلفنا الصالح أن العبد في هذه الحياه لا يخلو من حالتين، إما أن يحصل له ما يحب ويندفع عنه ما يكره وهذا محبب للنفس، فهذا من أعظم النعم على العبد أن يحصل للعبد ما يكره فيحدث له هماً وحزناً فوظيفته الصبر بالله ولا نال ما نال من الخير في الدنيا والآخرة إلا بالصبر قال الله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} وقال سبحانه: {وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} وقال عزَّ وجلَّ: {وبشر الصابرين} وقال صلى الله عليه وسلم: (الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر) ودخل صلى الله عليه وسلم على الأنصار فقال أمؤمنون أنتم؟! فسكتوا فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه نعم يا رسول الله قال فما علامه إيمانكم فقال عمر: نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء فقال عليه الصلاة والسلام مؤمنون ورب الكعبة - الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما والله تعالى ذكر في كتابه أن هذه الدنيا للابتلاء قال جلّ شأنه: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} الأنبياء 35 والمسلم عليه أن يلتجئ إلى الله حال نزول المصائب ويدعو الله بكشفها ويبتعد عن الإشاعات والتسرّع في الأحكام ويرجع للعلماء الربانيين.