جئت حوراءَ كي أشكو ما بي
راح عهد الصبا وعهد التصابي
جئت خلفي من السنين سراب
ورحيل مُطَعَّمٌ بالصعاب
جئت والعمر لم يدع لي نصيبا
من صباه ، ومن بقايا شبابي
عند صحبي أحط فيها رحالي
وبصحبٍ.. أراه يمضي ركابي
أحمل البعد في حقائب يومي
وغدا الغيب مثخناً باغترابي
سحر واديك لم يزل في عيوني
رغم أني إلى الجبال انتسابي
ها أنَا جئت صفحة من بياضٍ
فانقشي الذكريات بوشم خضابي
وانثري الورد فوق عرش مسائي
وافرشي بالربيع صحرا يبابي
يا ابنة الريف موسمي ليس فيه
من وعود الحياة غير السراب
والأماني التي اعتلت سرج أمسي
غادرتني ولم تعد بالإياب
آه حوراء.. قصة من فصول
يا سؤالا لا ينحني للجواب
يا دياراً لم تكتشفها القوافي
وعروساً تختال خلف السحاب
في جبالٍ غدا الهواء نقياً..
وأريج الشذى وزهر الروابي
في ظلال العرعر يحلوا مقيلٌ..
أخضرُ الغصنِ.. جانبِ الأبواب
هزني الشوق فاعْتَلَيْتُ جوادي
عائداً بعد طول غيابِ..!!