رغم الـ 20 مليون دولار «وتزيد» التي صرفتها mbc على إنتاج مسلسل «سرايا عابدين»، وعلى الرغم من سيطرة اللغة البصرية على مشاهد المسلسل الذي انتصفت حلقاته، إلا أن اللهجة لم تسعف السوري قصي الخولي، الذي انقطع نفسه جاهدا للوصول إلى اللهجة المصرية.
ولم يفلح الخولي في التناغم مع «بذخ» الإنتاج فكان أداؤه فقيرا، إذ كانت انفعالاته في المسلسل منصبة ناحية اللهجة، التي أعاقت حركته وشتتت تفكيره، فكانت أبرز عثراته، ولم يفعل خيرا معها مثلما فعل مواطنه تيم الحسن في مسلسل «الملك فاروق».
تدور أحداث مسلسل «سرايا عابدين» في مصر خلال القرن التاسع عشر، ويتطرّق إلى الحياة الأرستقراطية الفاخرة التي عاشها الخديوي إسماعيل ومن حوله من نساء وأقرباء وعاملين في القصر. ويسعى خديوي مصر (يلعب دوره الممثل قصي خولي) إلى حماية عرشه من المؤامرات وإدارة التوتّر المتصاعد بين زوجاته الـ14، إضافة إلى مقاومة تدخل والدته (تعلب دورها الفنانة يسرا) وإصرارها على تسيير الأمور وفق مزاجها العاصف والمتقلب
المخرج استطاع النفاذ إلى قلب النص الدرامي والبنية التاريخية للعمل، مستفيداً من رؤيته السينمائية الفريدة والخلاّقة، والإمكانات الإنتاجية العالية التي أدارها بحرفيّته المعهودة، لكنه «ربما» عجز عن تعليم الخولي كيف ينطق الكلمة مثلما ينطقها أهل مصر، وخاصة لشخصية كانت وستبقى مثار جدل في التاريخ المصري مثل «الخديوي».
«سرايا عابدين» من تأليف الكويتية هبة مشاري حمادة وإخراج عمرو عرفة، وبطولة يسرا وقصي الخولي وغادة عادل ونيللي كريم ونور وسوسن ارشيد وصلاح عبد الله وعبد الحكيم قطيفان وكارمن لبس وأنوشكا وداليا مصطفى.