الشمس حارقة كرياح السموم الساخنة المثخنة بالغبار تحيط بالأنحاء، ثمة أنين في وسط هذه البيئة الشاقة، أنين مصاب بحادث مروري، حياته على المحك وآلامه تغيّبه عن النداء للمساعدة! ينبري رجلان بزي واحد، ما كانا ليحضرا إلا لمساعدة هذا المصاب، والتخفيف من أوجاعه غير آبهين بالوقت وصعوبة الجو ومعاناة التعب.. هذا هو الجدول اليومي لمسعفي هيئة الهلال الأحمر.
عندما تجزم أن مسار حياتك العملي مرتبط بأصعب الظروف وأحلك اللحظات وسباق الوقت مطيتك اليومية وحفظ الأرواح هدفك الدائم، فأنت من أسود الميدان.
إن ما يبذله أسود الميدان مفخرة لأنفسهم ولأهلهم ولقطاعهم ولوطنهم، والعقبات التي تكتنف أعمالهم واللحظات الصعبة العديدة التي تغطي أيامهم ولياليهم لا تثنيهم عن المسارعة لتقديم يد العون لمن هو في أشد الاحتياج لها.
وهيئة الهلال الأحمر التي تعمل لبذل كل ما يمكن لتوفير بيئة أفضل لمسعفيها الأبطال تتحرك في جميع الاتجاهات بقيادة أميرها.. أمير الإسعاف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الذي يقود دفتها ويدفع بعجلات التطور بالسرعة القصوى، فتصبح على مشاريع وتبيت على منجزات، وفي حين يسعى الآخرون للإبراز والاستعراض والتباهي إلا أن أمير الإسعاف الذي يتابع بدقة هذه المشاريع جنباً إلى جنب مع متابعة العمل والبلاغات والأداء بلا كلل، يعمل بصمت بعيداً عن فلاشات الكاميرات وبريق عدسات التصوير واضعاً أمام عينيه هدفاً واحداً لم يكن سوى روح المصاب أو المريض.
كم هو جميل العرفان بالجهد، والتقدير للإبداع والتكريم للتطوير، إن حصول أمير الإسعاف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز على جائزتين دوليتين نظير عمله وإنجازاته مع الهلال الأحمر السعودي هو ولا شك فخرٌ لكل منسوبي هيئة الهلال الأحمر السعودي وللوطن الغالي.. وهي شواهد ظاهرة بيّنة تصطف مع منجزات سموه التطويرية والقفزات التنموية في هيئة الهلال الأحمر السعودي.
إن الإنجاز لا يأتي صدفة، ولا يصنعه الإعلام، واليوم أنقل البشرى بأن ثمة بذوراً لمشاريع أكبر وأكثر تتلقى رعاية أمير الإسعاف لتكون صروح تطوير في قادم الأيام.