كان المجتمع يعتقد أن الجامعات قد تجاوزت مشكلة القبول، لا أن تعود الجامعات إلى نقطة الصفر وتطل من جديد أزمة القبول ومشكلة المقاعد، فقد تحولت بعض مكاتب مديري الجامعات إلى تجمعات أعادتنا إلى ذاكرة ما قبل العشر السنوات الماضية حين كان الطلاب ينتظرون بالطوابير على أبواب القبول والتسجيل، وأبناؤنا يحملون حقائب السفر إلى الدول العربية المجاورة لإكمال تعليمهم الجامعي، هذه السنة عادت التجمعات أمام الأبواب مع القبول الموحّد الذي لم يحقق الرغبات الحقيقية للطلاب، كذلك الجامعات التي لم تستوعب المتقدّمين لها، وأيضاً السنة التحضيرية التي (فرزت) الطلاب وفقاً لتوجهات الجامعات لا رغبات ومؤهلات الطلاب وتحصيلهم العلمي، والسؤال: هل عدنا من جديد إلى الاستجداء والتوسل أمام أبواب مديري الجامعات وعمداء القبول، إذن ما جدوى ما قدّمته الدولة للجامعات من أموال وقرارات، ففي خلال الـ(10) السنوات الماضية قدَّم الملك عبدالله - يحفظه الله- حزمة من القرارات المالية والإدارية والحلول لاستيعاب الطلاب وكان عدد الخريجين حينها قريب من الرقم الحالي (400) ألف طالب وطالبة توزع الطلاب على الجامعات السعودية والأهلية بالداخل والجامعات العالمية جاءت حزمة الحلول - وما زالت- على النحو التالي:
أولاً: زيادة عدد الجامعات الحكومية والأهلية والكليات ليصل عدد الجامعات (38) جامعة والكليات (36) كلية أهلية.
ثانياً: ضخت الدولة مليارات الريالات عبر ميزانيات سنوية، يُضاف لها تعزيزات من فائض الميزانية.
ثالثاً: إيجاد برنامج للابتعاث الخارجي بدأ عام 1426هـ وصل عدد طلاب البرنامج حتى الآن (200) ألف طالب وطالبة يدرسون في أفضل الجامعات العالمية، تخرّج منهم حوالي (55) ألف طالب وطالبة.
رابعاً: إيجاد برنامج مساند الابتعاث الخارجي برنامج الابتعاث الداخلي (المنح) في جامعات وكليات الداخل الأهلية تتكفل الدولة بدفع رسوم الدراسة.
خامساً: بناء لكل جامعة حكومية مدينة جامعية أو أكثر للطلاب والطالبات تتجاوز المباني (23) كلية وفندق وأسواق مركزية وقرية رياضية، ومجمعات أكاديمية كلفة تدشين المرحلة الأولى والإعلان عن المرحلة الثانية (81) مليار ريال.
سادساً: إنشاء مجمعات جامعية في المحافظات، تشكِّل نواة لجامعات المستقبل كما هو الحال في جامعة: جدة، حفر الباطن، بيشة.
سابعاً: إنشاء أكثر من (163) كلية جديدة عاجلة للبنات بجميع مناطق ومحافظات المملكة كمشروع مستقل عن المدن الجامعية للبنات بأكثر من (5) مليارات ريال تنفذ خلال سنتين من توقيع العقد.
ثامناً: إنشاء (22) مستشفى جامعياً تعليمياً جديداً وزعت على معظم الجامعات مقابل هذا العطاء المالي والإداري للجامعات ما زالت أزمة القبول قائمة.
يتبع