أكدت مصادر محلية في محافظة «عمران» اليمنية أن مئات من الأسر التي كانت قد نزحت أثناء الحرب التي شهدتها المحافظة خلال الأسابيع الماضية قد بدأت بالعودة إلى منازلها ، في أعقاب انسحاب المسلحين الحوثيين من مدينة عمران التي كانوا قد سيطروا عليها.
وأسفر القتال في محافظة عمران منذ بدايته قبل عدة أشهر بحسب مصادر محلية عن مقتل أكثر من ألف شخص وجرح الآلاف ‹ فيما قُتل نحو 200 شخص بينهم نساء وأطفال ونزح أكثر من 35 ألف شخص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وأعلن الحوثيون مساء الاثنين أنهم سلموا عدداً من المكاتب والمرافق الحكومية في محافظة عمران لسلطات الدولة في اليمن من بينها ، فرع البنك اليمني للإنشاء والتعمير ، ومبنى المؤسسة العامة للاتصالات.
وتقول المصادر أن الهدوء أخذ يعود إلى المناطق التي شهدت مواجهات مسلحة على مدى الأسابيع الماضية.
وبحسب المصادر فقد بدأ الحوثيون أمس الثلاثاء عملية تسليم الأسلحة الثقيلة والآليات العسكرية التي استولوا عليها من اللواء 310 مدرع للجنة عسكرية مشكلة من وزارة الدفاع اليمنية.
وفي الوقت الذي أخذ الهدوء يعود إلى محافظة عمران ، تفيد الأنباء الواردة من محافظة «الجوف» اليمنية - شمال شرق البلاد ، بتجدد الاشتباكات بين المسلحين «الحوثيين» ومسلحي حزب «الإصلاح» ـ وأن مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين بعد منتصف ليل الاثنين ، في منطقة «الصفراء» ومديرية «مجز» وفي محيط مدينة «براقش» الأثرية على مدخل مدينة «الجوف» عاصمة المحافظة .
وتشير المعلومات إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
ويقول الحوثيون إنهم يقاتلون حزب «الإصلاح» وأطراف موالية له ، وليس لديهم أية خصومات مع الدولة والجيش ، ويؤكدون أنهم لا يعتزمون مهاجمة العاصمة صنعاء.
في غضون ذلك ، حذرت أوساط سياسية يمنية من خطورة المد «الحوثي» بعد سيطرة هذه الجماعة على أجزاء واسعة في شمال البلاد.. معتبرة أن تنامي الحوثيين ، واتساع نطاق تواجدهم ونفوذهم في عدة محافظات من اليمن ، يشكل خطراً داهماً على الجميع.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه هو أن القوى السياسية المتصارعة أو المتخاصمة في الساحة اليمنية بدأت بالفعل تشعر بهذا الخطر، وبالتالي فقد أخذت بعض الأطراف تلوح إلى ما يمكن اعتباره تحولاً في توجهاتها ومواقفها تجاه بعضها البعض.
وكان رئيس كتلة حزب الإصلاح «الإسلامي» في البرلمان زيد الشامي ، دعا قادة حزبه وقواعده إلى ضرورة المراجعة والتقييم لمواقفهم وعلاقاتهم بغيرهم في ضوء الأحداث المتسارعة والتي كان آخرها ما حدث في عمران.
واقترح الشامي على حزبه «الإصلاح» الذي قاد الانتفاضة التي أطاحت بنظام الريس السابق علي عبدالله صالح ـ في العام 2011م ، أن يفتح مع المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه «صالح» حواراً من أجل الحفاظ على الثوابت التي يتفق عليها الحزبان.
وأكد على ضرورة إعادة النظر في استمرار الحديث عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتحميله أسباب كل ما يحدث اليوم.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية خلية إرهابية مكونة من 7 أشخاص.
وقالت الوزارة إن تلك الخلية متخصصة في الاغتيالات وعلى صلة بعملية الاغتيالات التي طالت ضباطا في الجيش والشرطة في محافظة لحج بجنوب اليمن.