انتهى المونديال.. وفي الليلة التالية سرقت شركة موبايلي الأضواء وهي تنتقل من مقر نادي الهلال إلى جاره في العريجاء (غرب الرياض) نادي النصر، كانت توقع عقد رعاية مع الهلال الذي ارتبطت خلال السنوات الماضية، ثم توقع مع النصر الذي لم يكن له أي تعاون مع الشركة إلا في اعتزال لاعبه ماجد عبدالله.
البارحة كانت موبايلي تبث على حسابها في موقع «تويتر» صورا «سيلفي» لرئيسها خالد الكاف مع رئيس الهلال، ثم صوراً بنفس الوضعية مع رئيس نادي النصر، كانت موبايلي حريصة على إرسال كل المعلومات لأنصار الفريقين، لكنها تركت الأهم وهو سعر الرعاية في ملفي الناديين، إن شاءت أعلنته وإن شاءت احتفظت به! الهلاليون الذين تجمعهم علاقة ود مع شريك السنوات الخمس لم يصمتوا، بل ردد أنصار النادي أن «موبايلي» التي خلعت عباءة الرعاية الإستراتيجية -برغبة هلالية نحت منحًى جديداً في الاستثمار- واكتفت بالإعلان على قميص الفريق ضمن حزمة إعلانات أخرى سوف تدفع للنادي مقابل 40 مليون ريال، وهو ما يقارب نصف المبلغ الذي كانت تدفعه مقابل رعاية كاملة للنادي، ويقولون إن الشركة وقعت مع النصر عقد إعلان رئيسي مقابل مبلغ يقل بـ10 ملايين ريال عن عقد فريقهم، ويرددون أن النصر وإن كان بطل الموسم الماضي فإن الهلال يقف على هرم من الألقاب والشعبية لطالما تحدثت عنه موبايلي وعن براهينها على ذلك!!
الهلاليون أيضاً تحدثوا عن مبالغ فلكية لرعاية ناديهم مقابل ديون ترزح تحت وطئتها أندية أخرى، مؤكدين أن قيمة الهلال السوقية مختلفة عن الآخرين، وأنه منذ فجر الرعاية والإعلان في الأندية السعودية وهو يقف في المقدمة، وأن أياً من الشركات لم تقدم على دفع مبالغ أعلى مما يدفع للهلال لأي من الأندية!!
ما حدث في عقدي الرعاية بين الجارين ينذر بموسم آخر من المنافسة بينهما، والجذوة اشتعلت مبكراً هذه المرة، والهلاليون لم يفت عليهم أمس الإشارة إلى تعاقد النصر مع حارس الشباب حسن شيعان الذي خرج لتوه من تجربة إعارة لم يكتب لها النجاح مع الهلال، ولم يفكر صناع القرار الأزرق بعد نهاية مدتها في تجديدها وتوجهت بوصلتهم لحارس التعاون الثنيان.. التنافس الهلالي النصراوي متواصل، تختلف الأحداث وتتنوع التفاصيل، ولكل تنافس سيناريو مختلف، لكنه في النهاية ممتع مثير، ما لم تتدخل أياد تحوله إلى ساحة تنافر، وتشكله بطريقة تجعل الرياضيين الحقيقيين يتمنون لهذا الفاصل أن يتوقف.