قبل ما يقارب العام كان الحديث عن هذا التنظيم (داعش ) يشوبه شائبة الولاء والبراء, فقد يُتهم من ينال من هذا التنظيم ويبين عَوَره بالولاء لأعداء الإسلام والمسلمين, وبأنه أي من ينقد هذا التنظيم يكره الجهاد والمجاهدين, وقد نالني ما نالني يوم كتبت عن خطره وضلاله هنا, وأعقل من نقدني طلب مني الاستغفار والتوبة!!
واليوم الجميع علماء وساسة وعامة متفقون على أن هذا التنظيم يُعد خطراً على الإسلام والمسلمين سواء في عقيدتهم أو في حياتهم ومعاشهم.
كتب الزميل فهد العجلان نائب رئيس التحرير مقالة تحت عنوان (داعش..حفلة الموت الكبرى) واستعرت جزءًا من عنوانه لأبين حقيقة لا تخفى على المتابع لتطورات المنطقة والتي أشار إليه الأستاذ فهد في مقالته وهي الوضع السوري والعراقي , هذا الوضع المضطرب جداً, بل لا نبالغ إذا قلنا إن الوضع في هذه المنطقة يقبل نمو أي فطريات مهلكة للحرث والنسل, وقد تكون (داعش) أحدها.
داعش..حفلة كبرى للاستخبارات مارستها وتمارسها على أرض عربية, فكما أن الغرب يمارس تجربة أسلحته على الأرض العربية منذ عقود, فهاهي الاستخبارات تمارس نجاحاتها على الأرض العربية, استخبارات غربية تستخدم الاستخبارات الإيرانية التي لم يعد هناك أي مجال للشك في عمالتها واصطفافها مع كل ما هو غير عربي وغير إسلامي.
نبتة غريبة تنمو خلال أيام وبشكل ملفت للنظر وتسيطر على مساحة هائلة من الأرض وتعلن كيانها وتمارس دور المؤسسات الحديثة في وسائل تواصلها واتصالها مع العالم أي منطق يقبل غير أنها نبتة إستخباراتية مدعومة بقوة من أجل هدف محدد وليس للبقاء, ولذا وكما قال الزميل فهد ستكون نهايتها (حفلة الموتى الكبرى).
الخليفة المزعوم إبراهيم البغدادي الذي أعتلى المنبر وخطب في جموعه ما هو إلا بطل المسلسل الذي سيهوي يوماً ما وتنتهي القصة التي سيبكي لنهايتها أناس ويضحك آخرون كما هي نهاية أي مسلسل حزين.
لكن يجب علينا ألا نكون مجرد مشاهدين منتظرين الحلقة الأخيرة, بل يجب علينا قراءة السيناريو قراءة متعمقة والاستفادة من كل تفاصيله, وكذلك أخذ الحيطة والحذر من أن يغتر به بعض شبابنا ويصدقوا المشهد وتكون نهايتهم مؤلمة ليس لذواتهم فقط بل للأمة جمعاء.
عصفت بالأمة العربية والإسلامية طوال ثلاثة عقود عدد من العواصف التي اقتلعت ثوابت ما كنا نظن يوماً أن أحداً يستطيع النيل منها, ولكننا للأسف كنا ننظر للأغصان اليانعة وغفلنا عن الجذور فجاءت العواصف فاقتلعت كل شيء لدى بعض شباب الأمة وصاروا حطبا لفتن لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
بعد حماية الله, لا حامي للعقيدة وثوابت الدين إلا أهله, وما يحصل من فتن وقلاقل هذه الأيام يتخذ من الدين مطية يغرر بها شباب الأمة, لذا فإن المسؤولية تتضاعف يوماً بعد يوم على العلماء والدعاة الذين يدركون المصالح والمفاسد ويفقهون لغة الحوار وقوة الحجة ,ولا أعتقد أن الوضع الحالي يكفي لحماية شبابنا من الفتن الفكرية الخطيرة, فلا المنابر كافية ولا الإعلام كاف.
إنني أؤمن إيمانا راسخا بأن الشباب يحتاجون إلى من يصل إليهم, يصل إلى قلوبهم وعقولهم بلغة عصرية تتناسب وهذه الهجمة الشرسة على كافة الأصعدة, فإقناع شباب اليوم يختلف كلية عن شباب الأمس.
داعش وحفلة الموت الكبرى أو داعش وحفلة الاستخبارات الفاشلة بإذن لله ما هي إلا ورقة من ورقات اللعب القذر بمقدرات هذه الأمة, ولكننا نقول إن النصر والغلبة دوماً لأصحاب المبادئ الصحيحة, لذا سنحتفل احتفالية مختلفة غابت عن أذهان شياطين المخططين.
والله المستعان..