شكَّل تهديد جيش الاحتلال الصهيوني بتحول مناطق واسعة من شمال قطاع غزة إلى ضاحية جنوب بيروت جديدة أحدث وسائل الترهيب النفسي التي عمد جيش الاحتلال الباغي إلى توجيهها ضمن حربه النفسية في عدوانه العسكري المتواصل على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي. ويبث جيش الاحتلال الصهيوني على مدار الساعة تقريباً رسائل صوتية لآلاف من سكان قطاع غزة بعد نسخ أرقام هواتفهم المحمولة، ينذر فيها سكان مناطق شمال قطاع غزة بضرورة إخلاء منازلهم قبل توجيه ضربات جوية شديدة لها.
وتزامن ذلك مع إلقاء طائرات الاحتلال الصهيوني مناشير مكتوبة تحمل التهديدات نفسها، إلى جانب تكرار تهديد وسائل الإعلام الإسرائيلية بقرب شن عدوان بري، يقول جيش الاحتلال إنه جاهز للشروع فيه رغم حالة التردد الواضحة لدى قادته خشية الوقوع في «فخ» المقاومة الفلسطينية.
ويأتي ذلك في وقت قرر فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي السياسي- الأمني المصغر «الكابينت» مواصلة حشد القوات حول قطاع غزة استعداداً لخيار الدخول البري للقطاع، وذلك بموازاة مواصلة الضربات الجوية.
وذكرت صحيفة يديعوت العبرية أن المجلس لم يقرر بعد الدخول البري لقطاع غزة، وأن الدخول مرتبط بتطورات الأوضاع، في حين صرح مصدر سياسي إسرائيلي أنه كلما كانت القوات حول القطاع أكبر تزداد فرصة الدخول البري. وبحسب مصدر سياسي إسرائيلي، ستنتهي العملية في نهاية الأمر بهذه الصيغة أو بأخرى، ولن يوافق الفلسطينيون على التنازل عن تسليحهم، وبموازاة ذلك فإسرائيل تواصل جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى حل يقضي بجعل قطاع غزة خالياً من السلاح.
وبدورها، ذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية أنه جرى لغاية الآن تجنيد ما مجموعه 42 ألف جندي من أصل 48 ألفاً، صادق الكابينت على تجنيدهم، ويخدم غالبيتهم بدلاً من الجنود النظاميين في الضفة الغربية والجولان، بينما تم إرسال الجنود النظاميين لحدود قطاع غزة .. كما عمد جيش الاحتلال الصهيوني إلى اختراق بث الإذاعات وقنوات فضائية فلسطينية من أجل توجيه رسائل تحذيرية لسكان قطاع غزة خلال شنه عمليات عسكرية ضد قطاع غزة مستغلاً في ذلك سيطرته على 36 % من الطيف الترددي في قطاع غزة.
وعمد جيش الاحتلال الصهيوني على مدار أيام عدوانه على غزة على ارتكاب مجازر بحق عائلات من خلال استهداف منازلها السكنية حتى في حال رفضت إخلائها بغرض توجيه رسالة إرهاب لمن يرفض في وقت لاحق الاستجابة لتهديداته. ولجأت عائلامن سكان بلدة بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة إلى مدارس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «أونروا» في ضوء التهديدات الكثيفة لجيش الاحتلال وبشاعة ما ارتكبه من مجازر بحق عشرات العائلات.
وحسب وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، فإن عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة تلقوا رسائل صوتية عشوائية من جيش الاحتلال، تطالبهم بإخلاء منازلهم فوراً بعد قيامه باستنساخ أرقام جوالات لمواطنين وإرسال رسائل من خلالها لمواطنين آخرين، ومطالبتهم بإخلاء منازلهم.