في ليلة زرقاء خالصة، اجتمع الهلاليون يتقدمهم كبيرهم الأمير المحبوب بندر بن محمد، بحضور الأمير نواف بن سعد وأعضاء مجالس إدارات ولاعبين سابقين وبعض أعضاء مجلس الإدارة الحالية، بقيادة محمد الحميداني وبقية زملائه, وبغياب الرئيس الذي تمنى الحضور ولكن معسكر الفريق منعه من الوصول لهذا الاجتماع.
وأثناء إلقاء الكلمات، كنت أنظر للوجوه الحاضرة التي ارتسمت على محياها ابتسامة عريضة, وكنت أرى عشقا لا مثيل له, فيما كانت الحوارات الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية تناقش وتستلذ بنقاش أمور الهلال, وكان التفاؤل عنوانا رئيسا لكل من تحدثت معه, مشيرين إلى أن الهلال كان وما زال مصدرا لتفاؤلهم, وكان من الواضح أن هنالك رضا تاما على العمل الهلالي خلال فترة الصيف, وكنت ألمس من بعضهم ثقة عمياء في الفريق الهلالي ومسؤوليه.
ملتقى الهلال الأول, هكذا سمي «الملتقى الأول للهلال» الذي تشرفت بحضوره بعد أن تلقيت دعوة كريمة من منسوبي النادي, وتشرفت أكثر حينما رأيت أكثر من لاعب سابق حضر وناقش وتحدث وتطرق لمرحلة الهلال المقبلة، مبدين تفاؤلهم الكبير, وثقتهم بمدرب فريقهم الجديد (ريجي), ولاعبي الفريق الأول الذين كانوا وما زالوا نجوما تسطع في سماء آسيا.
وأنا أتحدث مع نجوم الهلال السابقين كنت أشعر بأن حب الهلال يسري في عروقهم, حيث تشربوا حب هذا الكيان, وأصبح همهم وشغلهم الشاغل, ولم تكن أشغالهم وابتعادهم واعتزالهم عن كرة القدم سببا في تركهم ونسيانهم لعشقهم الأبدي «الهلال».
لقد أثبت لقاء الهلال الأول بما لا يدع مجالا للشك أنه لا خوف على الهلال، وخلفه رجال صنعوا هيبته، وأسسوا لإنجازاته, ولم ينسوه ويتركوه يذهب للمجهول, بل كانوا حوله, وكأنهم بنوا بأجسامهم وعقولهم حصونا يصعب اختراقها مهما حال الخصوم, وهذا السبب هو أحد أهم الأسباب التي جعلت الهلال ينافس منذ أكثر من 40 عاما, وكان بطلا لا يشق له غبار, وهو أحد أهم الأسباب التي جعلته يتزعم الكرتين الآسيوية والسعودية بإنجازاته المتعددة وبطولاته التي تعد مدعاة فخر لكل من ينتسب للزعيم الآسيوي الكبير ولكل من يحب هذا الوطن.إن في اجتماع الهلال الأول، الذي كان بفكرة رائعة من الخلوق الكابتن فيصل أبو ثنين, وبتنظيم من الكابتن إبراهيم اليوسف, وتحت إشراف إدارة النادي, فوائد عدة ستعود بالنفع على الهلال الكيان, فبعد أن تحقق الهدف الأساسي وهو اجتماع قلوب تهيم بعشق الهلال, واجتمعت عقول نيرة بعد أن فرقها الزمان, هاهو نائب رئيس نادي الهلال محمد الحميداني يعلن أنه سيكون هنالك مشروع جديد يخص اللاعبين السابقين, ولو لم يخرج هذا الاجتماع إلا بهذا المشروع لكفانا, ولكن الاجتماع خرج بأكثر من ذلك, ويكفي أنه جمع لاعبين سابقين بعضهم لم نلحق به ولم نعرفه, وربما يعاد هذا الاجتماع مرات مقبلة حسبما خطط له. بقي أن أقول, شكرا لهذه البادرة الرائعة, وشكرا لمن أطلقها, وشكرا لمن نظمها, وشكرا لمن رعاها وأشرف عليها, والأماني كل الأماني أن يرى مشروع اللاعبين السابقين الذي أعلن عنه الأستاذ محمد الحميداني النور قريبا, وألا يكون مثل (صندوق الوفاء) الذي سبق وأن أعلنت عنه رعاية الشباب, كما ندعو بالتوفيق للهلال الكيان والأشخاص, ونتمنى أن يحقق طموحات عشاقه الممتدين من المحيط إلى الخليج.