تعد الوثائق الأسرية لها دلالات تاريخية مهمة، ومن أهم الوثائق الأسرية ذات الدلالات المهمة الوصايا التي يكتبها الإنسان في آخر حياته، ليخاطب بها أبناءه وأحفاده بعد وفاته ليوجههم ويحثهم على أشياء مهمة.
ومما يلاحظ على وصايا أهل نجد الحرص على الأوقاف، وذلك تطبيقاً لقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح، أو علم ينتفع به، أو صدقة جارية).
وبين يديك أيها القارئ الكريم وثيقة تاريخية تجلى فيها عدة موضوعات لها دلالات تاريخية واجتماعية واقتصادية.
صاحب هذه الوثيقة والموصي بها الشيخ محمد بن عبدالعزيز الشثري، وكان من تجار ووجهاء الحوطة، وله قصر معروف باسم الدروازة، وقد زاره الملك عبد العزيز - رحمهما الله - حين قدم الحوطة عام (1319هـ) في الدروازة.
وفي هذه الوثيقة سيلحظ القارئ الكريم العديد من التوجيهات المدينة والاجتماعية من الشيخ محمد رحمه الله لأفراد أسرته، الواردين في الوصية، وهم:
(1) محمد بن فرحان الشثري، زوج ابنة الموصي ووالد الشيخ عبد الرحمن بن فرحان.
(2) عبد العزيز بن محمد آل سعود بن حسين، أخو الموصي من قبل الأم، حيث إن والدتهما ابنة الشيخ صالح بن محمد الشثري العالم المشهور، في عهد الإمام فيصل بن تركي وصاحب المؤلفات المتعددة (ت 1309هـ).
(3) عبد العزيز بن إبراهيم الشثري والد الموصي، وكان نابغة في العلم إلا أنه توفي صغيراً رحمه الله.
(4) الجوهرة، وهي ابنة الموصي وزوجة الأمير فواز أمير آل مرشد، فلما توفي عنها تزوجها الشيخ إبراهيم بن عبد الملك آل الشيخ قاضي البلد، فلما توفي عنها تزوجها الشيخ عبدالله بن سعد العوين، وكانت مشهورة برجاحة العقل والجمال.
(5) بنت عبدالرحمن، وهي منيرة بنت عبدالرحمن أبا الغنيم مني بني خالد، والدة الشيخ عبدالعزيز بن محمد أبو حبيب.
رحمهم الله جميعاً.
وصلى الله وسلم على نبيا محمد.