الكهرباء في عصرنا الحاضر هي عنصر مهم في حياة الإنسان لارتباطها بأكله وشربه وسكنه وجميع كماليات الحياة، فلهذا الطلب يتزايد عليها يوماً بعد يوم، فالمملكة العربية السعودية تعيش نهضة شاملة عمرانية وصناعية وزراعية وطبية وتعليمية تعتمد اعتماداً كلياً على الكهرباء، فالمواطن تغير وضعه السكني عن ذي قبل، حيث كان يسكن في بيت لا تتجاوز مساحته سبعين متراً ومعه أسرة يتجاوز اعدادها أكثر من عشرة أشخاص تكفيهم لمبة أو لمبتين من مصابيح الإضاءة، أما الآن تغيرت الأحوال وفرضت المدنية الكثير من التغيرات فأصبح غالبية المواطنين يسكنون في فلة لا تقل مساحتها عن ثلاثمائة متر مربع كل واحد من أفراد هذه الأسرة ينفرد بغرفة خاصة به تفرضها عوامل علمية وظروف أسرية ودينية، ففرقوا بينهم في المضاجع توجيه من نبي هذه الأمة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وهذا رد على الذين يتجاهلون هذه الخاصية التي تفرض على رب الأسرة أن يخصص غرفة خاصة لابنه أو ابنته، وهذا من أسباب زيادة الاسراف في الكهرباء مكره أخاك لا بطل والذي يقود إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء لأن الأمر ليس بيده إضافة إلى الجو الدراسي والخصوصية التي يبحث عنها أبناؤه، فمن هنا أطرح هذا التساؤل لوزارة الكهرباء والمياه لماذا لا يكون العكس ففاتورة المياه هي التي تكون مرتفعة ولعدة اعتبارات. لا يخفى على الجميع أن المملكة تواجه شحاً في المياه ولاسيما في الثلاثين السنة الأخيرة والذي يعود لقلة الأمطار والاستخدام الجائر للمياه في الزراعة والذي أدى إلى جفاف الكثير من العيون والآبار في القصيم والأفلاج والأحساء ومناطق المملكة الأخرى، كذلك سهولة التحكم في استخدام المياه داخل المنازل من خلال الترشيد الذي عادة تتحكم فيها أرباب الأسر أكثر الذين يزاولون مهنة الطبخ والغسيل وشطف أروقة وفناء المنزل، إذا أخذنا بالاعتبار أن استخدام المياه والمكوث في دورات المياه دقائق معدودة إذا قيس بمكوث الإنسان في غرفة نومه إلى ساعات ويحتاج إلى الكهرباء، أيضاً الاستفادة من أدوات الترشيد التي تقوم بتوزيعها وزارة الكهرباء والمياه والتي يتم التعامل بها من قبل المواطنين فلهذا أطالب وزارة الكهرباء والمياه إعادة النظر في شرائح استهلاك الكهرباء التي أصبحت مزعجة للمواطن والمقيم ولاسيما أصحاب الدخل المحدود حيث تستقطع مبلغا كبيراً من مرتبه الشهري أيضاً المياه التي أصبحت نادرة ليس على مستوى المملكة بل علمستوى العالم، وقد وصلت عند بعض الدول إلى التهديد بالحرب وهي مشاهدة في واقعنا المعاصر والمملكة لولا الله ثم مشاريعها الجبارة في تحلية المياه المالحة لواجهت مشاكل لم تكن بالحسبان، ونحن نعيش أمام تحديات تتطلب من الجميع مواجهتها بكل حكمة ودراية، فالمياه هي هاجس الجميع فلا حياة بلا ماء.
والله من وراء القصد...