كثير من الأفكار الإبداعية المتميزة يتم تنفيذها وهي في واقع الأمر جميلة جداً وتلامس حياتنا وأعتقد أنه لا يشك أحد في أن تقدم الحياة إنما ينبع في المقام الأول من الفكر النير وكلما كانت ذات عمق إبداعي فإن مردودها يكون أكثر نفعاً وإيجابية، ولكن ما رأيته ويراه الآخرون أن بعض الأفكار المنفذة وإن كانت في إطارها النظري عظيمة الفائدة إلا أن ما نراه مع الأسف في الواقع العملي يشكل مظهراً غير حضاري والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها على سبيل المثال:
- نجد أن كل منزل وكل مجمع سكني لا يخلو من صناديق البريد وهي فكرة رائدة من أجل وصول الرسالة إلى مكان سكن المواطن والمقيم، ومع ذلك نجد أن هذا المشروع لم يلق النجاح الكافي لأن أغلب تلك الصناديق نالها العطب بل تم صرفها إلى غير ما أسست له، وهو أنها تحولت إلى صناديق لوضع العلب الفارغة وتحولت إلى منظر غير جميل ساهم في تشويه المجمعات السكنية، فجميل لو كان الوضع كما هو في جميع الخدمات بألا تقدم الخدمة إلا حال طلب المواطن أو المقيم.
أيضاً نجد أن:
- كثيرا من أبناء هذا البلد يساهمون في بناء المساجد باعتبار المسجد رمز الإسلام الأول وكان تجمعهم لأداء صلواتهم ومكان تعارفهم، ولكن الملاحظ أن بعض المساجد على الطرق العامة أصبحت تشكل خطورة على قاصدي بيوت الله، خصوصاً في الجانب الآخر للطريق، فكما نعتني بالإنارة والأرصفة جميل جداً لو تم إنشاء جسور لعبور المشاة لكي يتمكنوا من الوصول إلى بيوت الله بكل راحة ويسر.
- أيضاً نعلم أن المياه العذبة في مملكتنا الحبيبة وصلت إلى كل شبر من أرجائها، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء وجعله في موازين حسناتهم، ولا أريد بحكم تخصصي المالي أن أسرد كم الملايين بل البلايين التي صرفت على هذه الخدمات الجبارة كي تصلنا بكل راحة، فجميل لو أحسسنا بقيمتها بعدم إسالتها في طرقاتنا التي يتأذى منها كل سالك للطريق وأيضاً ما لا يقل أهمية هو عدم إسرافنا في الوضوء، وذلك بفتح الصنوبر بطريقة مبالغ فيها، فالملاحظ الامتناع عن إسالة المياه هو بسبب الغرامات المالية التي تعرض على من يفعل ذلك بل يكون حرصنا من باب مراقبة الله سبحانه وتعالى، فمراقبة الله أعظم من مراقبة البشر.
- اللوحات الإرشادية مهمة جداً وبدونها لا يمكن معرفة المدن والأحياء وتقوم الجهات ذات العلاقة بوضع اللوحات الإرشادية مشكورة للاستدلال على الطرق والأماكن ولكن نجد تلك اللوحات تتعرض للتقادم والتلف أو إزاحتها من أماكنها فجميل جداً لو كان هناك بعض الجهات تعنى بإعادة هذه اللوحات (مرور، بلديات) كما كانت عليه لكن في الغالب تهمل هذه اللوحات أو تطمس أو يكسوها الغبار يصعب قراءتها وبالتالي يصعب معرفة الاتجاهات المطلوبة.
- الجهات الحكومية المناط بها صيانة الطرق تقوم بجهد جبار لا مثيل له في صيانة طرقاتنا ولكن الملاحظ وهذه هامة جداً أن أغطية السيول وغيرها من الأغطية لا تكون على مستوى الأسفلت مما تشكل معه خطراً خاصة أن بعضها يكون في وسط الطريق مما يعرض أذرعه وأعمدة التوازن في السيارة للتلف وهذا بطبيعة الحال سببه عدم قيام المقاول بعمله على أكمل وجه.
- ومن الأمور الهامة أن كثيرا من الناس يهتمون بالتشجير أمام منازلهم ولكن بكل أسف يهملون تقليمها وتهذيبها إلى أن تكبر وتصبح عائقاً لسالكي الشوارع المؤدية إلى منازلهم، فيا حبذا كما حرصنا على التشجير نحرص على التقليم لأن منه فائدة ومنه للجميع.