قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}. حلَّ علينا الآن فصل الصيف ومعه بدأ انقطاع المياه المتكرّر كالمتبع في أحياء مدينة الرياض من كل عام وبخاصة الأحياء الغربية لمدينة الرياض مثل السويدي، البديعة، ظهرة لبن، حتى أصبح المواطن يعاني من شح المياه وانقطاعه باستمرار، ولا شغل له إلا الانتظار في طوابير عند أشياب المياه بالساعات الطويلة التي تصل ما بين 6 إلى 7 ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة بطريقة عشوائية وغير منظّمة مع بداية دخول فصل الصيف للحصول على وايت الماء بشق الأنفس، أو أن يضطر المستهلك إلى الاتجاه للسوق السوداء لبيع مياه الشرب والتي لا يعلم من أين مصدرها وهل هي مياه صالحة للشرب أم لا؟! رغم ارتفاع سعر وايت الماء بشكل خيالي ومبالغ فيه، وهذا مؤشر لكثرة الإقبال وتزايد الطلبات عليها وفي ظل غياب الرقابة عنها، المواطن أصبح يعاني كثيراً من هذا الأمر والحالة أصبحت مستمرة في كل صيف مرة أعطال ومرة صيانة ومرة بدون أسباب مقنعة؟ فإلى متى والمواطن يعاني من شح المياه، والذي أصبح لا يصل إلى خزانات المنازل إلا مرة في الأسبوع وإذا صبت في الخزانات يكون ضخها ضعيفاً للغاية ولمدة يوم واحد فلا تكاد تكفي الحاجة، فأصبح البحث عن قطرة الماء يكلّف الكثير من الجهد والعناء، والآن ونحن مقبلون على الشهر الكريم شهر رمضان المبارك نتمنى من الشركة الوطنية للمياه التغلّب على مشاكلها بصيانة شبكة الأنابيب الموصلة للمياه والنظر لعمرها الافتراضي القديم جداً حتى لا تتكرر مثل هذه المشاكل مستقبلاً والقيام بتوفير الماء وتأمينه للمستهلك بشكل مستمر ومنظّم حتى يكفل له التفرّغ للعبادة وعدم الانشغال بالبحث عن أبسط حقوقه في تأمين شرب الماء والركض ما بين أشياب المياه وما بين بيع الماء في السوق السوداء في درجة حرارة تفوق الخمس والأربعين، وزارة المياه يقع على عاتقها الكثير من المسؤولية والمطلوب من المسؤولين فيها متابعة ما يحدث على أرض الواقع لكل ما يحصل من معاناة للمواطن في سبيل حصوله على الماء وتوفيره وتقصي الحقائق عن قرب ومحاسبة المتسبب في هذا الشأن الذي أصبح حديث الناس وهو يتكرّر في كل عام من فصل الصيف ووضع حل جذري لمعالجة تلك الأسباب ما بين الشركة الوطنية للمياه من جهة والمتعهد من جهة أخرى، فالتوجيه من خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- للمسؤولين كان واضحاً وصريحاً هو الاتمام بالمواطن ومراعاة مصالحه وأن يحظى بحياة كريمة تكفل له جميع حقوقه بكل يسر وسهولة، فما بالك بالماء وهو شريان الحياة.