تقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي بخدمات إنسانية جليلة وسعيها الحثيث في تخفيف حدة المصائب والآلام البشرية دون تمييز، وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الأخلاقية المتميّزة، وذلك من خلال تقديمها للخدمات الطبية الإسعافية الطارئة والسريعة وتقوم أيضا بتعليم منسوبيها وتدريبهم وتأهيلهم لمزاولة مهامهم بكل كفاءة واقتدار، وتساهم في رفع مستوى الوعي الصحي وتوطيد العلاقة مع الجمهور والجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بنشاط الهيئة محليا وعالميا، وتعمل على تحقيق الكثير من الأهداف، ومنها تأمين وسائل الإسعاف الأولي في مكان الحادث، ونقل المرضى والمصابين إلى مراكز العلاج توفير الإسعافات العاجلة الضرورية لضحايا الحوادث والكوارث والنكبات العامة المساهمة في الخدمات الإنسانية والاجتماعية بما يتفق ورسالة الهلال الأحمر.
نشر الثقافة الصحية ومحاربة الأوبئة، وإنشاء وإدارة المستشفيات والمستوصفات والعيادات والصيدليات ومراكز الإسعاف ونقل الدم، ومن الجهود الجبارة أيضا التي تقوم بها هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمة ضيوف الرحمن في تقديم الخدمات الطبية الإسعافية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ممثلة بالفرق الميدانية وفرق التدخل السريع وفرق الدراجات النارية الإسعافية، إلى جانب تلك المهام الإسعافية تم إطلاق خدمة الإسعاف الجوي وقد تم تجهيزه بكامل المعدات الطبية الحديثة. بطاقم طيارين سعوديين وطاقم طبي مكون من أطباء سعوديين مؤهلين، ومنذ أن أدخلت هيئة الهلال الأحمر السعودي مشروع الإسعاف الجوي لخدماتها فقد تم نقل (2083) وبمعدل (2.6) مصاب يوميا، وبمعدل أسبوعي (18.5) مصاب أسبوعيا، وبمعدل (79.5) مصابا شهريا وبلغ عدد ساعات الطيران للإسعاف الجوي منذ أن تم تدشينه (1140) ساعة طيران، وهو معدل مرتفع مقارنة بساعات الطيران الطبي في مختلف دول العالم، وكذلك تم إطلاق مشروع سحاب من خلال «المناطيد» لبناء أنظمة مراقبة ومتابعة تلفزيونية ونقل الصورة مباشرة لغرفة العمليات المركزية بالهيئة بواسطة الكاميرات التي يتم تركيبها في المناطيد.
وحرصت هيئة الهلال الأحمر السعودي بالعمل التطوعي «مشروع التطوع» الذي يهدف إلى: إحصاء إلكتروني فوري ودقة المعلومات وسرعة الاستجابة والتوجيه وإرسال فرق دعم فوري، ويتبنى العمل التطوعي بالهيئة إلى تقوية أواصر المجتمع وتحقيق الجسد الواحد في تقديم المساعدة للأشخاص الأشد حاجة ونشر ثقافة التفاني وتعويد النشء على بذل العطاء وتدريب الشباب على الإسعافات الأولية لمواجهة الحوادث وكيفية التعامل مع الكوارث والاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة لخدمة المجتمع، وتعمل أيضا على برامج التطوع النسائية المتنوعة، وهي: «برنامج مسعفة الحي»، «برنامج متطوعة التوعية والتثقيف»، «برنامج فريق المتطوعات الإسعافي»، «برنامج تطوع تعاوني» بالإضافة إلى إصدار كتيبات توعوية تثقيفية عن الإسعافات الأولية.
وقد أحدثت هيئة الهلال الأحمر السعودي الكثير من التغييرات من تجديد وتطوير لجميع الخدمات المناطة في هذا الجهاز الحيوي الهام في مجتمعنا، وسمو رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي -وفقه الله- يقوم بلقاءات متكررة بمنسوبي الهيئة ويستعرض معهم المهام والأعمال التي يقومون بها ومشاركتهم في تبادل الرأي إتاحة طرح الملاحظات وتقديم المقترحات بكل شفافية، والعمل على تذليل الصعاب وما يقابلونه من معوقات وكل ما يعترض أدائهم في سبيل تقديم أفضل الخدمات الطبيّة الإسعافية للمواطنين والمقيمين مما كان لذلك الأثر الكبير في تميّز أداء المهام بكل هِمّة وتفاني، وقد حصل سموه الكريم على عدد من الدورات المتخصصة المتقدمة في عدد من دول العالم، وعمل مستشارا لرئيس الاستخبارات العامة ومثّل المملكة في الكثيرة من اللجان في الخارج بالإضافة لإشرافه على عدد من المكاتب الخارجية. وإسهاماته المتميّزة في الأنشطة الخيرية والإنسانية في الداخل والخارج.
ونظيرا لتلك الجهود الملموسة التي تقوم بها الهيئة فقد فازت بمقعد في مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر تقديرا للعطاء الإنساني الذي تقدّمه المملكة العربية السعودية في استجابتها للكوارث ومساعدة المتضررين، وقد حصل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي على وسام العمل التطوعي لفئة المؤسسة التطوعية المخضرمة من إمارة الشارقة ومنحه جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي في دورتها الثالثة للعام 2014م، تقديرا لجهود سموه الإنسانية وإسهاماته في مختلف مجالات العمل التطوعي على مدار العام.