منذ أن صدر القرار السامي الكريم والمتمثّل في تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وأبناء وبنات الوطن الكبير يتسابقون للالتحاق بالبرنامج الذي وضعت أسسه وآلياته بعد دراسة مستفيضة من أصحاب الشأن من جميع جوانبه، لتنطلق قافلة الدارسين من الجنسين نحو آفاق العلم والمعرفة المعاصرة مع التزام سفراء الوطن بقيمه وسلامته التي لا يحيدون عنها.. وبين عام وآخر نحتفل في الوطن بزف الخريجين والخريجات بعد أن أتموا دراساتهم في أرقى جامعات العالم في أكثر التخصصات احتياجاً لينضموا لمنظومات العمل المتعدّد لدفع عجلة التنمية في البلاد لتحقيق رؤية المليك المفدى؛ الذي يرى أن الاستثمار الأمثل هو الاستثمار في عقول أبناء وبنات الوطن الذين هم بحق ثروة الوطن التي لا تنفد، ولإثبات نجاح وتميز المبتعثين والمبتعثات تطالعنا وسائل الإعلام بين فينة وأخرى بأخبار اكتشافات وتميز لأبناء الوطن في الخارج وما يحدث من تعرض المبتعثين والمبتعثات لحوادث اعتداء أو إيذاء، فهي طبيعية تحدث لغيرهم ولم تصل لمرحلة الظاهرة، في الوقت نفسه لا يمكن أن تكون تلك الحوادث مبرراً للانتقاص من المبتعثين أو رميهم بتهم هم منها بريئون كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام أو إصدار الأحكام ذات الطابع التعميمي على كل مبتعث للخارج، فليرق الجميع بفكرهم ونظرتهم، وليتذكّروا قول الحق تبارك وتعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، والجميع يؤمّل في الدارسين بالخارج أن يكون سفراء محبة وسلام ويظهروا سماحة الإسلام ورفقه بالبشرية.