عرفنا في السابق أنّ علم الطفيليات هو العلم الذي يدرس العلاقة بين كائنين أحدهما يتغذى على الآخر ويسمّى العائل، والآخر يسمّى الكائن المضيف، وتسمّى العلاقة بينهما بالتطفل، واليوم نتعرف على طفيلي من نوع آخر ينتمي لطائفة الإنسان يتكاثرون بصورة عجيبة في مجتمعاتنا.
وفي الحقيقة ان هذه الطفيليات ظاهرة تتواجد بصورة كبيرة في حياتنا للأسف وتشغل حيزاً، وبالتحديد هم أناس يعيشون على التغذي من الآخرين، نراهم في كل مكان وفي كل زمان يغلب عليهم طابع الجشع وحب الأنا، والتظاهر أمام الناس بأحسن صورة وكأنهم رجال مواقف، وهم في الواقع فضوليون يتدخلون في كل شاردة وواردة، يتتلمذ تحت أيديهم الجهلاء يمتازون بسمع يفوق العادي، التقاط رهيب بسرعة لا تقدر، يحاولون تخطي الخطوط الحمراء، لا تعنيهم مشاعر إنسان، يحاولون معرفة كل شيء يحصل أمامهم حتى لو كان هذا الشيء يمثل خصوصية لدى إنسان، معرفتهم تمثل غايتهم وهدفهم هو كيفية التوصل والبحث عن المعلومة، وقمة غضبهم عندما تخفي عليهم أمراً، يتحركون في ظلمات الليل ويتخافتون، فهم لا يضعون لتطفلهم أي حدود، فهم هادمون لأي حاجز أمامهم، فإذا لم يستطيعوا هدمه ارتقوا ليشاهدوا ما وراء الحاجز يريدون كل شيء في حضرتهم، فهم يتنقلون من مكان إلى مكان للبحث عن وجبة دسمة أخرى لكي يملؤا غريزتهم، وينتهون من عملهم عندما يصبحوا وحيدين.