اتهمت وزارة النفط العراقية أمس الجمعة القوات الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق بالاستيلاء أمس على حقلي نفط أساسيين في محافظة كركوك، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الوزارة. وقال البيان «تستنكر وزارة النفط بشدة ما قامت به مجاميع من قوات البشمركة الكردية بالاستيلاء والسيطرة على محطات إنتاج النفط الخام في حقلي كركوك وباي حسن فجر أمس الجمعة». وحذرت الوزارة في البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إقليم كردستان «من خطورة هذا التصرف غير المسؤول الذي يعد تجاوزاً للدستور والثروة الوطنية وتجاهلاً للسلطة الاتحادية وتهديداً للوحدة الوطنية». ودعت «العقلاء من الإخوة الكرد إلى ضرورة تفهم خطورة الموقف والإيعاز إلى المسؤولين عن هذا الإجراء غير المنضبط والمجاميع التي نفذته بالانسحاب من هذه الحقول النفطية وإخلائها فوراً تجنباً للعواقب الوخيمة». ويدور منذ يوم الأربعاء سجال حاد بين المالكي والسلطات الكردية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، بعدما اتهم المالكي الأكراد بإيواء تنظيمات متطرفة، بينها ثوّار العشائر. وعلق الوزراء الأكراد في حكومة المالكي مشاركتهم في جلسات الحكومة على خلفية هذه التصريحات التي تأتي في وقت تتعرض فيه البلاد إلى هجوم كاسح من قبل المسلحين المتطرفين، وتعيش على وقع أزمة سياسية متفاقمة. من جهتها، أعلنت الحكومة المحلية في الكوت نزوح أكثر من 200 عائلة من مدن الموصل وسامراء وبعقوبة على خلفية الاشتباكات بين الثوار ومسلحي العشائر وقوات المالكي على الموصل قبل شهر. وقال فلاح القريشي مدير إعلام مجلس المحافظة لوكالة الأنباء الألمانية «إن اللجان المشكّلة من قِبل مجلس المحافظة سجلت على مدى الأيام الماضية نزوح 208 عائلات، جاءت من مدن الموصل وسامراء وبعقوبة نتيجة للأوضاع الأمنية». وأضاف بأن «المحافظة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقي شكّلت منذ ثلاثة أيام غرفة عمليات لحصر أعداد العوائل النازحة صوب المحافظة، وسد احتياجاتهم، ولتهيئة الأجواء أمامهم، وأن النازحين توزعوا بين السكن والإقامة في الفنادق وعند الأقارب». وأشار القريشي إلى أن «جمعية الهلال الأحمر والمحافظة توليان توزيع المساعدات الغذائية ومياه الشرب والمستلزمات الإغاثية الأخرى بين العوائل النازحة اهتماماً كبيراً، وأن الأيام المقبلة ستشهد نزوحاً لعدد آخر من العوائل نتيجة لما تتمتع به محافظة واسط من استقرار أمني». ميداياً، ذكرت الشرطة العراقية أمس الجمعة أن 15شخصاً قُتلوا، من بينهم عناصر من الثوار، وأُصيب 8 آخرون بجروح، في أعمال عنف متفرقة في مدينة بعقوبة. وأوضحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن «ثلاثة جنود وخمسة من مسلحي الثوار قُتلوا بعد معاركة عنيفة، تمكنت القوات الأمنية خلالها من تحرير معسكر النور مندي مقر اللواء 20 في الجيش العراقي، واستعادت السيطرة عليه بعد ساعات قليلة».