فيلم «Wolves of the Valley» الذي أنتجته مؤخراً قناة VICE البريطانية المستقلة يقدم نفسه كأبرز الأفلام الوثائقية هذا العام التي رصدت وتمعنت عن قرب للتنظيمات المسلحة في سوريا وأهمها تنظيم ذئاب الوادي المتفرع من الجيش السوري الحر الذي يقاتل خلال الفترة الماضية من خلال جبهتين الأولى ضد النظام السوري والثانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
إحدى مناطق القوة في هذا الفيلم هي السماح بفريقه البريطاني من قبل عدة جماعات قتالية في سوريا والعراق بتوثيق القتال عن قرب وبجودة عالية ومن خلال جهة نظر تنظيم ذئاب الوادي، ما سمح بتقديم مواده بجودة تصوير عالية على عكس بعض المواد التي ينشرها أفراد الجماعات المسلحة مثل داعش وغيرها من خلال أجهزة الجوال بجودة ضعيفة ثم يقومون برفعها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يكتف الفيلم أيضاً بتقديم الحرب وتفاصيلها من خلال التواجد في مناطق داعش والجماعات الأخرى، بل ذهب لمناطق يسطر عليها الجيش النظامي وقدم الفيلم من وجهة نظرهم من مخاطرة لا يُقدم عليها الكثير من صناع الأفلام الوثائقية.
يقدم الفيلم أيضاً متابعة دقيقة وتوثيقات تكشف لكيفية عمل فرقة عسكرية، خصوصاً داخل منظمة داعش من خلال تجنيد الشباب القادمين من دول خارج سوريا والعراق بما فيها فرنسا وبريطانيا، بالإضافة لصعوده لمستوى شديد الخصوصية في كيفية تنظيم، ودقة، وخطورة المنظمة التي تعمل بشكل يبدو مبهماً للكثير من وسائل الإعلام مع بعض الخبراء الإستراتيجيين.
يقدم الفيلم أيضا كيف تطورت وتوسعت داعش، خصوصاً قبل استقرارها في سوريا والعراق، خصوصا في دول مثل باكستان، الصومال واليمن... كما قدم الفيلم بشكل خطير توثيقات لإعدامات ميدانية تقوم بها داعش لعدد من الأسرى، قوة أخرى يبرز بها الفيلم وهي أن مخرجه كان في سوريا طوال الوقت وكان وسط المعارك سواء بين الجيش الحر وداعش أو بين النظام. للفيلم تميزه الأهم وهو بعده عن الطرح الانحيازي والانكفاء تحت مظلة أو برابجندا إعلامية أو توجّه سياسي، حاول الفيلم كشف تفاصيل الجماعات المسلحة بما فيها الحر وداعش وأيضاً الجيش النظامي، وتمكن أهمية هذا الفيلم بأنه قدم نفسه كواحد من أهم الأفلام السينمائية الوثائقية التي أنجزت عملاً فريداً من نوعه في سوريا كونه تم تصويره كلياً في مناطق النزاع، والأهمية الكبرى في هذا الفيلم هو تصويره تنظيم داعش من دون أية تأثيرات خارجية سياسية أو برابجندية، للفيلم قيمته العالية في كشف الكثير من الحقائق سواء تلك التي تدين النظام السوري أو تدين ما يُسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام داعش، أو «دا» كما يفضل البعض تسميتها هذه الأيام بحكم تغيير الاسم للدولة الإسلامية فقط.