نظمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي افطارها السنوي الثاني عشر مساء أمس الثلاثاء بقاعة بريدة بفندق الانتركونتنتال بالرياض، وتخلل حفلة الإفطار التي حضرها 450 من العاملين في الحقل الدبلوماسي ورجال الأعمال والداعمين لأنشطة الندوة ورموز العمل الخيري منهم 70 سفيراً و160 دبلوماسيا يمثلون 106 دول كلمتين للسفيرين البرازيلي والإندونيسي نيابة عن العاملين في الحقل الدبلوماسي المعتمدين في المملكة، أكدا خلالها على الحوار بين الثقافات في الشرق والغرب باعتبارها الضمانة الوحيدة لتفادي الصراع والصدام بين الحضارات. وأكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي على دور الشباب في المرحلة الراهنة وبحكم نسبتهم العالية المتزايدة في المجتمعات الإسلامية فإنهم جديرون بأن يلتفت إلى قضاياهم والعمل على معالجتها.
وقال د. الوهيبي في كلمته: تذكر الإحصائيات أن فئة الشباب تشكل النسبة الكبرى في بلداننا الإسلامية, فقد تصل النسبة إلى 60% أو تزيد حسب الحالة العمرية المشمولة. وهذه نعمة كبيرة بلا شك, فكل المجتمعات تود أن تكون شابة, ولكن ذلك العدد يشكل ضغطا على مقدمي الخدمات للشباب من جهات حكومية أو أهلية سواء في قطاع التعليم أم الصحة أم سوق العمل.
وأضاف الوهيبي: ومن ثم فإنه يجب علينا في القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية أن نعطي الشباب حقه من الاهتمام؛إذ إن فئة الشباب يمكن توظيف فورتها ونشاطها في أي عمل خيّر أو غيره. وما زالت الندوة -بحكم تخصصها وخبرتها الطويلة-تنادي بضرورة إعطاء الشباب في أي مجتمع اهتماما بالغا وتوفير فرص العمل والعيش الكريم لهم ذكورا كانوا أم إناثا. كما أن الندوة خصصت أهم لقاءاتها ومؤتمراتها الدورية لمناقشة قضايا الشباب والتنبيه إلى ضرورة معالجتها آنيا وبكل إخلاص.
واستطرد الأمين العام للندوة العالمية في حديثه عن الشباب بقوله» وفي هذا السياق تقيم الندوة -بالتعاون مع الجمعيات المحلية- سنويا عشرات اللقاءات والمخيمات الشبابية لاستيعاب الشباب وتزويدهم بالمهارات التي تفيدهم في حياتهم العملية, وتفيد مجتمعاتهم على نحو إيجابي. كما تقدم آلاف المنح الدراسية للمعوزين بالتعاون مع عدد كبير من الجامعات.
وقال الوهيبي مخاطباً الحضور: إن موجات الهجرة غير المشروعة التي أصبحت حدثا يوميا صارت حلما لمجموعات كثيرة من الشباب المعدم, مع أنها رحلة عذاب محقق وموت محتمل. وكل ذلك لعجز مجتمعنا الدولي عن مساعدة مجتمعات أولئك الشباب وتقديم البدائل لهم. كما أن انخراط الشباب والشابات في سوق العمل غير المشروع من تجارة جنس أو مخدرات أو جريمة منظمة... كل ذلك مما ينبغي أن يقلقنا, لأن أي مجتمع - مهما سلم اليوم - سيكون عرضة لذلك عند حدوث أية هزة اقتصادية أو سياسية.
وتحدث السفير الإندونيسي السيد عبدالرحمن محمد فاتشر، فأشاد في ثنايا كلمته بجهود المملكة في مجال الحوار بين الحضارات بقوله: فأنا شخصيا أنظر بعين التعجب جهود المملكة العربية السعودية القوية في تشجيع و تعزيز الحوار, ليس فقط لتحقيق الوفاق الوطني من خلال الآلية المتينة مثل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني , بل أيضا في مساهمتها الفعالة في الجهود العالمية بإنشاء مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الأديان والثقافات في فينيا عام 2012 م»، واستطرد السفير الإندونيسي معدداً جهود إندونيسيا في هذا الصدد «عقدنا حوارات ثنائية بين الأديان والحضارات مع ما لا يقل عن أربع وعشرين دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ولبنان وأثيوبيا وروسيا وبولندا والاتحاد الأوروبي وباكستان والفاتيكان» .
من جانبه، تحدث السفير البرازيلي السيد فلافيو ماريغا عن أهمية الرياضة ودورها في عملية انصهار الحضارات، وتبادل المعارف والثقافات بين الشعوب، مستشهداً بما أنفقته دولة البرازيل في هذا المضمار من مليارات الدولارات لاستضافة الحدث الأبرز عالمياً كأس العالم2014م إنما يأتي تجسيداً لهذا التنوع والانصهار بين الحضارات فقال:» ونحن في البرازيل نعتقد أن مثل هذا النوع من التعاون بين الأمم في مجال الرياضة والثقافة والديانات والتقنية هو الطريق الأمثل للتعارف والتعرّف على الشعوب وثقافاتها ،وهو الطريقة المثلى لبناء الحوار الثقافي والديني ونشر الرخاء والسلام».