جرت المباراة النهائية في 25 يونيو عام 1978 على ملعب ريفر بلايت أمام حشد ناهز السبعين ألف متفرج، معظمهم أرجنتينيون. وكانت هذه المرة الثانية التي تصل فيها الأرجنتين إلى المباراة النهائية بعد عام 1930، والمرة الثانية على التوالي للمنتخب الهولندي بعد خسارته نهائي كأس العالم عام 1974 أمام ألمانيا الغربية. وكان الغائب الأكبر عن هذه المباراة نجم هولندا يوهان كرويف الذي رفض اللعب في المونديال بعد تلقيه «تهديدات» على حد تعبيره.
وبدأ مدرب منتخب الأرجنتين لويس سيزار مينوتي الحرب الكلامية قبل يومين من المباراة عندما قال: «يملك المنتخبان جميع الأسلحة ليقدما مباراة نهائية رائعة، بيد أن المنتخب الهولندي أقل قوة مما كان عليه عام 1974؛ لأنه من المستحيل تعويض لاعب بمكانة يوهان كرويف».
وكان جميع أفراد المنتخب الأرجنتيني يلعبون في أندية محلية باستثناء ماريو كيمبيس الذي كان يدافع عن ألوان فالنسيا الإسباني، وهو الوحيد من بين أفراد المنتخب الأرجنتيني الذي خسر أمام هولندا بالذات صفر-4 في الدور الثاني عام 1974.
وشهد الشوط الأول سيطرة أرجنتينية بمواكبة جماهيرية كبيرة، وسنحت فرص كثيرة أمامه لافتتاح التسجيل، لكن برتوني وباساريللا ولوكيه أهدروها تباعاً في الدقائق 15 و19 و24. وأثمر الضغط عن هدف، سجله ماريو كيمبيس عندما راوغ مدافعين هولنديين، وسدد كرة زاحفة فشل الحارس الهولندي يونغبلود في التصدي لها (37)؛ لتنفجر فرحة كبيرة في المدرجات.
وسنحت أمام روبي رينسينبريك فرصة لإدراك التعادل قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، بيد أن اوبالدو فيلول أنقذ الموقف.
في الشوط الثاني هاجم المنتخب الهولندي بضراوة أملاً بإحراز هدف التعادل، بينما اعتمد الأرجنتينيون على الهجمات المرتدة. وتصدى فيلول لكرة قوية من اري هان (53)، وأخرى رأسية من كرول إثر ركلة ركنية (67). وأثمر الضغط الهولندي أخيراً بعدما سجل الاحتياطي ديك نانينغا هدف التعادل قبل انتهاء المباراة بثماني دقائق مسجلاً الهدف المئة في البطولة بكرة رأسية إثر تمريرة من رينيه فان دي كركهوف.
وافلتت الأرجنتين من هزيمة محققة في الدقيقة الأخيرة عندما ارتطمت كرة روبي رينسبرينك بالقائم. وقال رينسينبرينك بعد المباراة: «لو دخلت كرتي المرمى لكنت أصبحت هداف البطولة وأفضل لاعب فيها وتوج منتخب بلادي بطلاً، لكن القدر شاء عكس ذلك».
وخاض المنتخبان وقتاً إضافياً، وأهدر هاوسمان كرة سهلة ليمنح التقدم للأرجنتين في الدقيقة 101، لكن كيمبس نجح في ذلك بعد دقائق قليلة رافعاً رصيده إلى 6 أهداف؛ ليتوج هداف الدورة.
وتابعت الأرجنتين أفضليتها، ونجحت في تسجيل هدف ثالث حمل توقيع دانيال برتوني (115). وهكذا أحرزت الأرجنتين كأس العالم للمرة الأولى، وخسرتها هولندا للمرة الثانية على التوالي أمام الدولة المضيفة بعد سقوطها أمام ألمانيا الغربية 1-2 قبل أربع سنوات في ميونيخ. وقال كيمبيس: «لم أشعر بسعادة مماثلة في حياتي، وقف المنتخب الهولندي نداً عنيداً، لكننا نجحنا في حسم المباراة في مصلحتنا بفضل تصميمنا».