بعدما قدم الفريق أفضل مبارياته في بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل وعبر إلى المربع الذهبي بالفوز على نظيره البلجيكي في دور الثمانية، يختبر المنتخب الأرجنتيني ثقته بالنفس اليوم الأربعاء في مواجهة نظيره الهولندي بالمربع الذهبي حيث يتنافس الفريقان سوياً على بطاقة التأهل لنهائي البطولة.
ورغم عودة جونزالو هيجوين مهاجم الفريق للتألق وغياب آنخل دي ماريا عن صفوف الفريق في مباراة اليوم بسبب الإصابة، سيعتمد راقصو التانجو مجدداً على مهاجمة الشهير ليونيل ميسي. وتطور مستوى المنتخب الأرجنتيني على مدار البطولة الحالية وحجز الفريق مكانه في المربع الذهبي للمرة الأولى منذ مونديال 1990 بإيطاليا بعد ما ودع البطولة في النسختين الماضيتين من دور الثمانية. وأثار التأهل للمربع الذهبي سعادة بالغة وثقة كبيرة في صفوف المنتخب الأرجنتيني الذي يدربه أليخاندرو سابيلا.
وعندما يلتقي ميسي ورفاقه مع المنتخب الهولندي اليوم الأربعاء على استاد كورينثيانز بمدينة ساو باولو، سيضع الفريق هذه الثقة في اختبار صعب أمام قوة الطاحونة الهولندية. وأوضح سابيلا وميسي وعدد من لاعبي الفريق الأرجنتيني أن الفوز على بلجيكا يوم السبت الماضي وضع عبئاً ثقيلاً على كاهل الفريق ولكنهم أشاروا إلى أنهم ما زالوا يرغبون في المزيد. وبعد وصوله إلى المربع الذهبي، تأقلم المنتخب الأرجنتيني بشكل طبيعي على هدف التقدم خطوة جديدة إلى الأمام سعياً وراء الفوز بلقبه العالمي الثالث. وقال ميسي: «حققنا هدفنا الأول وهو بلوغ المربع الذهبي. فزنا بجميع المباريات التي خضناها في كأس العالم. ولنأمل في أن نستطيع بلوغ النهائي». وقال هيجوين «أمامنا مباراتان لتحقيق هذا الحلم. نحتاج إلى مواصلة العمل». وقلل خافيير ماسكيرانو من تأثير الضغوط الواقعة على الفريق قائلا «سيكون استخفافا منا إذا أهدرنا الفرصة لأننا لا نعلم ما إذا كانت ستتكرر. إننا على بعد خطوة من خوض نهائي كأس العالم وهو ما نريده جميعا». وبدا المنتخب الأرجنتيني مهتزاً في بعض الفترات بمبارياته في المجموعة السادسة بالدور الأول للبطولة رغم فوزه في جميع المباريات الثلاث بالمجموعة ثم احتاج الفريق لهدف من دي ماريا في الوقت الإضافي لعبور عقبة المنتخب السويسري في دور الستة عشر للبطولة. ورغم فوزه بفارق هدف واحد فقط مثل باقي مبارياته السابقة، كان المنتخب الأرجنتيني أكثر إقناعاً بمستواه في مواجهة نظيره البلجيكي بدور الثمانية. وقدم حارس مرمى الفريق سيرخيو روميرو أداء صلداً في المونديال البرازيلي كما بدا أن الدفاع الأرجنتيني استفاد يوم السبت الماضي من وجود اللاعب المخضرم مارتين ديميكيليس بدلاً من فيدريكو فيرنانديز صاحب الأداء الذي يتسم بالتردد. وفاز هيجوين بجائزة أفضل لاعب في المباراة أمام بلجيكا يوم السبت الماضي بعد مجموعة من العروض الهزيلة في المباراة التي سبقتها. ولكن الإصابة في الفخذ ستبعد دي ماريا عن صفوف التانجو الأرجنتيني فيما تبقى من البطولة رغم أنه كان مع ميسي الأفضل في المنتخب الأرجنتيني بالبطولة الحالية وينتظر أن يؤثر غيابه أمام هولندا بشكل ملحوظ في أداء التانجو. وقال سابيلا، عن ميسي، «كل كرة يحصل عليها تمنحنا جميعاً الأمل وتمثل موقفاً غامضاً وصعباً لمنافسينا.. إنه مثل المياه في الصحراء». وكان دي ماريا هو أفضل شريك لميسي في صفوف الفرق بالمونديال البرازيلي. ولهذا، يبدو الخطر الحقيقي على التانجو الأرجنتيني هو ألا يجد ميسي المعاونة الجيدة من باقي اللاعبين في هجوم الفريق في غياب دي ماريا. ويمثل المنتخب الهولندي، بما يتمتع به من دفاع صلد وهجوم يضم نجمين عالميين مثل آريين روبن وروبن فان بيرسي، منافساً قوياً وصعباً رغم وصوله إلى المربع الذهبي بالفوز على كوستاريكا عبر ركلات الترجيح فقط إثر تعادلهما السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي بالمباراة. ولا يقف التاريخ في صفوف المنتخب الأرجنتيني في هذه المواجهة حيث التقى الفريقان ثماني مرات سابقة فكان الفوز من نصيب المنتخب الهولندي في أربع منها مقابل فوز واحد للأرجنتين وكان هذا في نهائي كأس العالم 1978 بالأرجنتين ليتوج التانجو بلقبه العالمي الأول. ولكن المنتخب الأرجنتيني حطم في المونديال البرازيلي سجلاته السلبية وبلغ الدور قبل النهائي. وكتب ميسي، على موقع «انستجرام» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، «خطوة أخرى! فلينطلق المنتخب الأرجنتيني».