كشفت مصادر مطلعة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات أن نصف الطن من الكوكايين التي تم إحباطها منذ أسبوعين بميناء جدة الإسلامي كانت تستهدف ثلاث من الدول المجاورة بالإضافة للسعودية.
وبينت ذات المصادر أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات توفرت لديها معلومات منذ عدة أشهر عن قيام عصابة من تجار المخدرات بمحاولة تمرير كميات من الكوكايين عالي النقاوة وتهريبه من إحدى الدول في أمريكا الجنوبية للمملكة وعدة دول أخرى وحال توافرت المعلومات عكف فريق من ضباط المديرية العامة لمكافحة المخدرات ووضع خطط للتصدي لها والتواصل بشكل يومي مع مصادرها، حيث نجح الفريق الذي تم تشكيله وتكليفه بالمهمة بتحليل المعلومات المتوفرة والتحقيق فيها، وتمكن الفريق الأمني بعون الله وتوفيقه من التوصل إلى الحقائق وتحديد وسيلة النقل المستخدمة في تهريب المواد المخدرة ومكان وموعد وصولها إلى المملكة.
وكانت تلك المعلومات مررت للمديرية العامة لمكافحة المخدرات قبل وصول الكوكايين بعدة أشهر وتم تحديد وقت وصول الكمية التي تم إخفاؤها في حاوية تجارية ضمن بضائع تجارية منقولة من إحدى الدول في أمريكا الجنوبية إلى المملكة وعدة دول أخرى، حيث تم رصد الحاوية بتعاون مع مصلحة الجمارك والمؤسسة العامة للموانئ.
وأكدت ذات المصادر أن كمية المضبوطات تقدر بـ(526) كيلو و(344) جراماً من الكوكايين عالي النقاوة وفي حالة ترويجه يتم إضافة كميات أخرى تصل إلى أكثر من (2500) كيلو جرام ويعد الكوكايين من أخطر المواد المخدرة ومكلف علاجه طبياً في حالة إدمان الشخص. وفي ذات السياق شرعت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتواصل مع الأجهزة النظيرة في الدول المعنية لكشف أبعادها وغاياتها والشبكة الإجرامية التي تقف وراءها.
وبينت ذات المصادر أن هذه العملية تعد الأولى على مستوى الوطن العربي كون الكمية المضبوطة كبيرة جداً وغالية الثمن فيما ألمحت المصادر ذاتها أن المملكة مستهدفة من قبل عصابات تجار المخدرات منذ فترة طويلة وخاصة منذ عدة سنوات تنوعت عمليات التهريب وكذلك تزايد عصابات التهريب ومن بينها عملية تهريب 25 كيلو كوكايين تم إحباطها بالشرقية بعد إخفاء البضاعة داخل أسماك وإحباط 22 مليون حبة كبتاجون عبر جسر الملك فهد قادمة عن طريق البحرين وكذلك إحباط 4 ملايين حبة كبتاجون داخل مشدات بناء وكذلك إحباط 6 ملايين حبة كبتاجون داخل حمص ونصف طن حشيش حاولت إحدى العصابات تهريبها عبر البحر بالمنطقة الشرقية.
وكشفت مديرية مكافحة المخدرات أن القضية التي تم ضبطها في الخرج لتجار خمور وحشيش تم ضبط (20) شخصاً (5) سعوديين و(15) هندياً يقومون على تعبئة المواد المسكرة من خزان الماء وضخها داخل زجاج مصنع لهذا الأمر ثم يتم وضع الملونات في كل زجاجة ويتم ترويجها وتم بحمد الله من ضبط كميات كبيرة من الخمور جاهزة للترويج وكمية من مادة الحشيش المخدر بالإضافة لجميع الأطراف المتورطة بالمصنع.
وفي ذات السياق حذرت المديرية العامة لمكافحة المخدرات من تعاطي الحبوب المهدئة التي باتت تتفشى بين مدمني حبوب الكبتاجون والحشيش خصوصاً مادة الترامادول والزناكس والروش وهي من المواد الخطيرة على جسد وعقل الشخص، كما أكدت المديرية على الأطباء النفسيين بعدم صرف تلك المواد إلا عند الضرورة القصوى وحسب الأنظمة المشددة لذلك، وأشارت المديرية أنه تم ضبط (3) ملايين قرص من أقراص المواد المهدئة والمواد النفسية كان مهربوها يحاولون إدخالها للبلاد وأكدت المديرية إلى تعاونها مع الجمارك وحرس الحدود وأهمية العمل المشترك فيما بين تلك الجهات وهذا ما أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية في ضبط العديد من القضايا ذات البعد الإقليمي والدولي.
من جهة أخرى أكد مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس اللجنة الدائمة للنظر في حالات الإدمان والخبير الدولي بالأمم المتحدة عبدالإله بن محمد الشريف عن انطلاق البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمديرية العامة لمكافحة المخدرات مطلع العام الدراسي القادم وكذلك انطلاق مشروع كورة استار بالتعاون مع وزارة الإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب ويستهدف هذا المشروع الأطفال من سن (10 - 15) عاماً.
وبين الشريف أن هناك تعاوناً كبيراً بين أقارب المدمنين ومكافحة المخدرات، حيث يوجد فريق متخصص من ضباط وأفراد المديرية العامة لمكافحة المخدرات بجميع مناطق المملكة لنقل أي متعاطي لعلاجه بالمستشفيات المتخصصة بالقوة الجبرية إذا دعت الحاجة لذلك، مؤكداً أن غالبية أقارب المتعاطين لا يقومون بالإبلاغ عن المدمنين لديهم إلا بعد أن يصل لمرحلة يشكل خطراً على أسرته وممارسة للعنف على الأسرة مما يتسبب ذلك في صعوبة العلاج، مشيراً إلى أن غالبية هذه الفئة تتراوح أعمارهم ما بين (17 - 25) عاماً.
وقال الشريف 95% من المتعاطين والمتعودين في بداية مشوارهم مع المخدرات والبلاغ عنهم يتم الاتصال بهم ويحضرون لمقار المديرية العامة لمكافحة المخدرات و90% منهم بعد مرورهم ببرنامج يتم إخضاعهم به يتركون المخدرات نهائياً أما مرحلة الإدمان فهذا لا ينفع معهم عدا التدخل الطبي ومراقبة دقيقة من ذويهم لعدم عودتهم بعد خروجهم من المصحات الطبية.
وبين الشريف أن الدراسات أكدت أن مدمني المخدرات لدينا بالسعودية يبدأون في التعاطي للمخدرات من سن 12 سنة محذراً أولياء الأمور من عدم ترك أبنائهم ضحية لعصابات المخدرات.
مؤكداً في ذات السياق حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة في مكافحة مخدرات وحماية الوطن والمواطن والمقيم من كل الشرور ومنها المخدرات.
وختم الشريف حديثه بأن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعكف حالياً على تفعيل 10 مذكرات مع الجامعات السعودية للتركيز على الطلاب والطالبات بشكل علمي ومنهجي للحد من انتشار المخدرات بين الطلاب والطالبات.
كشفت إنجازات المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن ارتفاع في نسبة تهريب وترويج المخدرات خلال العام الماضي 1434هـ مقارنة مع إحصائية عام 1433هـ.
الجدير بالذكر أن «الجزيرة» قد رصدت ارتفاعاً في نسبة المهربات خلال العام (1434هـ) مقارنة بالعام (1433هـ)، حيث تصدرت حبوب الكبتاجون بـ (5709132125) مليون حبة كبتاجون، من نفس النوعية (55448600) مليون حبة، أما الحشيش المخدر فتصدر للعام الماضي عن قبله بـ(44774145180) طناً ولعام 1433هـ، (4332949705) أطنان من الحشيش المخدر، أما الهيروين المخدر فسجل انخفاضاً في المضبوطات خلال العام الماضي عما قبله بقرابة ثلاثة أطنان حيث بلغ كمية العام الماضي (52993690) كجم، أما المؤثرات العقلية فكانت الكمية المسجلة العام الماضي بلغت (3389092) مليوناً بانخفاض بنسبة (10%)، أما الكوكايين فبلغت الكمية التي تم إحباطها العام الماضي (4692710) بارتفاع طفيف عما قبله. وسجلت عدد القضايا ارتفاع بنسبة قرابة 5% للعام الماضي عما قبله الذي بلغت عددها (31723) قضية وعدد المتهمين ارتفع بنفس النسبة عدد القضايا حيث سجلت (40266) تهماً لعدة جنسيات مختلفة، كما تتفنن العصابات في تطبيق الوسائل الحديثة في تهريب المخدرات التي يستهدف بها المملكة مثل الألواح الرخامية وتجويف سرية داخل المركبات الكبيرة وثمار الرمان وثمار الطماطم وألعاب الأطفال وشنط طلاب المدارس للأطفال والحقائب النسائية.