Tuesday 08/07/2014 Issue 15258 الثلاثاء 10 رمضان 1435 العدد

تاكسي

منيرة أحمد الغامدي

إن أول انطباع يمكن أن يصل إلى شخص عند سفره الى بلد خارجي وبعد تجاوزه امكانيات المطار وخدماته وطريقة انهاء اجراءات السفر، هو وسيلة النقل التي سيستخدمها للوصول الى فندقه أو مقر سكنه، وهو ما نطلق عليه التاكسي أو الليموزين.

ما يلفت انتباه المسافر في الخارج هو جودة الخدمات بكل المقاييس مقارنة بالخدمات المقدمة لدينا. ولعل نظافة السيارة من الداخل وسلامة هيكلها الخارجي ونظافة السائق من اقل ما يمكن الاشارة إليه.

مطارات الدول الخارجية ولعل اقربها مطار دبي تستقبلك بسيارات غاية في النظافة وكذلك السائق، وتسير بسرعة محددة تمنح الراكب فرصة لمشاهدة معالم المدينة. ناهيكم عن الدول الاخرى التي تصطف فيها الليموزينات بطريقة حضارية وانيقة، ويرتدي فيها السائق زياً محدداً وخاصاً بشركة الليموزينات التي يعمل لديها. وحين تنطلق الى وجهتك فإن كل ماعليك معرفته خلال رحلتك عن الاماكن السياحية يمكن ان يجيبك عليه السائق، بل ان بعضهم لديه مطبوعات سياحية يمكن ان يزود الراكب بها، فالسائق على ثقافة ودراية والمام بكل هذه المعلومات، ويقدمها لك بكل أدب وذوق دون ان يشغله هاتف جوال يرد عليه، ولعل بعض الموضوعات التي يتحدث فيها مع الطرف الآخر تكون عائلية أو خاصة من غير اللائق اشراك الراكب بسماعها.

وبدون الاشارة الى الوضع الراهن لدينا بالتفصيل، فإنني اقترح أن يكون هناك تعاون بين هيئة السياحة ووزارة النقل بأن يكون هناك معايير محددة من الضروري الالتزام بها لحصول سائق الاجرة على رخصة ( في منطقة المطار ولنقل القادمين من الرحلات الدولية تحديدا)، بحيث يلتزم بمواصفات سيارة معينة وعلى مستوى عال من النظافة الشخصية وكذلك بزي محدد، ولعل من المناسب منحه دورات معينة وشهادة تخوله ان يكون سائقا لنقل القادمين من الرحلات الدولية.

إن اول انطباع يصل للشخص القادم الى البلد سواء عن مستوى الرقي والحضارة أو حتى المستوى الاقتصادي يمكن ان يصل إليه من خلال وسيلة النقل المستخدمة وكل ما يتعلق بها.

ولا يمنع أن يكون هناك خدمات اخرى تقدم أو معلومات يمكن للسائق ان يزود بها القادم وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية مثل الجهات المزودة بخدمة الواي فاي، أو معلومات عن الجهات المعنية بالاستثمار وكل ما يراد اظهاره للقادمين من الخارج.

الدول المتقدمة تجاوزت ان تكون وسائل النقل هي وسائط لإيصال الراكب إلى وجهته إلى كونها أداة تسهم في رسم صورة مشرقة وجاذبة عن المدن.

وما اقصد الاشارة إليه ان سيارات النقل أو التكاسي هي بوابة الوطن بعد خروج القادمين من المطار، وعليه يجب الاهتمام بها واعطاؤها حقها الذي بدوره سينعكس ايجاباً على الوطن ونموه في مجالات عدة.