في أعماقنا يسكنُ نورها ، يُشعُّ .. يُنيرُ.. يُضيء..يعملُ عملَ الشمسِ في مَطلعِ صُبحها!
«لولوة الجبيري» رحمها الله..
القمر الذي لايأفل..
فُجعَ فيها الوسط الخيريّ التطوعيّ مُخلّفةً إرثاً ضخماً من المحامد والمآثر الجميلة لعلّ أبرزها «فريق رواحل التطوعيّ».
كانت رحمها الله مشكورة السيرة ،فاضلة، ديّنة، خيّرة، بشوشة الوجه، مُبادرة، محمودة الخصال، أسهمت في رسم السعادة على شفاه كثيرٍ من البُسطاء والمساكين رحمها الله وغفر لها.
حلّ رمضان مُفتقداً روحها الطاهرة، التي كانت تحلّق في سموات الجود والنَوال، وما يُسليّ الروح إلا أنها خَلّفت في الأرض من بعدها بصماتٍ بها يُقتدى وَ كفوف غديقةُ النَدى!
فهاهنّ بُنياتها في رواحل يُكملن مشروعها النبيل وأصبحن يديها الفاعلة في الدنيا!
فما أجمل و أروع وأسمى أن يموت أحدنا ويدفن تحت الأرض وتبقى لهُ يدان فوقها تبذل وتجود!
وما أنبل الذي يرحل من الدنيا مُخلفاً فيها اسمهُ منقوشاً في ذاكرة البرّ والإحسان!
وما أزكى النفس التي تفيض روحها للباري في السماء تاركةً لها في الأرض أرواحاً تعمل بتفانٍ وإخلاص في إتمام مشاريعها الخيّرة!
وما أزكى القلب الذي يتوقف نبضه بينما يظل نابضاً في قلوب كثيرة مُحفزاً للعطاء والنُبل وإشاعة الخير.
لولوة الجبيري.. رحمها الله..
كان لها من اسمها نصيب فهي لؤلؤة ثمينة في نفوس غفيرة من الناس بما كانت تعطي وتجود به، كما كانت رحمها الله جابرةً لقلوب الكثير من المكسورين.
إنها درسٌ صامت لمنْ لايفقهُ معنى الفاعلية في الحياة والإيجابية فيها!
إنها عُنوانٌ «فخم» لسيرة زاخرة بالأعمال التطوعية السامية!
إنها الملهم للنائمين والكسالى أن يتحركوا ويزخرفوا سيرتهم بأخلص الأعمال الإنسانية النقية.
إنها الميتُ الحيّ.. الذي ماتت روحه واختفى جسده لكنه حيٌّ بأعماله ومناقبه الجارية!
وكم فينا من حيّ بقلبه ميتٌ بقعر المعاصي والتواني والخمول!
يقول أبو العتاهية:
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِ مَيتُ
فأما الذي قَدْ ماتَ والذِكرُ ناشرٌ
فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُ يُنعَتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَ ذِكرُهُ،
فأحْمَقُ أفنى دينَهُ، وهوَ أمْوَتُ
رحمَ الله فقيدة البرّ رحمةً واسعة، وأخلفَ وأهلها وذريتها خيرًا، وجعل روحها في عليين وجمعنا بها ووالدينا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.