لقي ثمانية مدنيين مصرعهم وأصيب خمسة آخرون بجروح أمس الاثنين إثر قصف جيش المالكي بقذائف الهاون والمدفعية على عدد من الأحياء السكنية بمدينة الفلوجة غرب بغداد.
وقال مصدر طبي عراقي: «إن عددًا من قذائف الهاون والمدفعية سقطت على عدة أحياء في مدينة الفلوجة، مما أدَّى إلى مصرع ثمانية مدنيين بينهم طفل وإصابة خمسة آخرين بجروح بينهم امرأتان».
في ذات السياق قتل خمسة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة وأصيب 13 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش في شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنيَّة وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: إن «خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 13 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة».
وأضاف أن «الهجوم استهدف حاجز تفتيش عند المدخل الشمالي لمنطقة الكاظمية في شمال بغداد» التي تسكنها غالبية من الشيعة. وأكَّد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية حصيلة الضحايا. ووقع هذا الهجوم في وقت يشهد العراق هجومًا لمسلحي العشائر منذ نحو شهر تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب البلاد.
ويعيش العراق منذ اجتياحه في العام 2003 على وقع تفجيرات وأعمال عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين وقوات الشرطة وجيش المالكي. كما قتل قائد الفرقة السادسة في الجيش المالكي في «قصف معاد» أثناء قيادته عمليات عسكرية في منطقة أبو غريب الواقعة إلى الغرب من بغداد، حسبما أعلن متحدث عسكري أمس الاثنين.
وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية في تصريح لوكالة فرانس برس: إن «اللواء نجم عبد الله السوداني قتل على إثر عملية قصف معاد في منطقة ابراهيم بن علي في أبو غريب أثناء إشرافه على العمليات».
وتشهد منطقة أبو غريب الواقعة على بعد نحو 20 كلم إلى الغرب من بغداد عمليات عسكرية متواصلة للقوات الحكوميَّة تستهدف مسلحين من العشائر يسيطرون على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي ينطلقون منها لشن هجمات في مناطق محيطة بها.
في غضون ذلك أعلن مسؤول عسكري كردي أمس الاثنين أن فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا قتلت وجرح ثمانية مدنيين آخرين في غارة جويَّة من قوات المالكي على بلدة يسيطر عليها الأكراد في محافظة صلاح الدين في شمال العراق.
وقال جبار ياور الأمين العام لقوات البشمركة الكردية لرويترز: إن طائرات حربية وطائرات هليكوبتر عسكرية استهدفت يوم أول أمس الأحد «مجموعة من المباني السكنية في وسط» بلدة طوز خرماتو. وقالت الحكومة التي يغلب عليها الشيعة في بغداد إنها ستوضح ملابسات الحادث أمس الاثنين.
وأثار الاستيلاء السريع على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه في الشهر الماضي قلقًا دوليًّا من احتمال تقسيم العراق. واستغل الأكراد- الذين يديرون إقليمًا يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق- الفوضى في المنطقة لتوسيع حدودهم بنحو 40 في المئة وضم مدينة كركوك وحقول النفط فيها.
ويُعدُّ الأكراد كركوك عاصمتهم القومية. ودخلت البشمركة بلدة طوزخرماتو التي تقع على بعد 88 كيلومترًا من كركوك في الشهر الماضي بعد انسحاب الجيش المالكي منها قبل هجوم المسلحين على المنطقة. ويقاتل المسلحون حاليًّا قوات البشمركة ومقاتلو التركمان حول البلدة.