يعتز أبناء المملكة العربية السعودية حاضرة وبادية من كل أبناء المناطق والقبائل بالشعر الوطني المُشرِّف، لأنه الوجه المشرق للوفاء والولاء لولاة الأمر الكرام والوطن الغالي منذ أن وحّد أرض الوطن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه-، حيث واكب تلك المرحلة الخالدة شعر الحربيات الجزل (العرضة السعودية) لكبار شعراء الحربيات مثل العوني، وابن دحيّم، وابن صفيّان وغيرهم -رحمهم الله-، يقول الشاعر محمد بن عبدالله العوني -رحمه الله-:
منِّي عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبو تركي عَمَا عين الحريب
ومنها قوله:
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام
العز بالقلطات والرأي الصليب
ولأهمية الشعر الوطني ومكانته الكبيرة على الصعد كافة، فإنه يتطلب شروطاً أساسية -من منظور نقدي- في القصيدة ليكون توثيقها بمدى أهمية مسماها الكبير، ولئلا يكون من جهة أخرى المسمى فضفاضاً على مستوى القصيدة المتدني من حيث فنيات الشعر، لهذا فإن جزالة القصيدة هي التي أبقت في الذاكرة وعند الناس القصائد المستوفية لشروط ما تتطلبه أدوات الناقد للحكم لها لا عليها، وهذا أمر مرتبط بأشخاص الشعراء وتفاوت مواهبهم لا أجيالهم وأزمنتهم المتباعدة، بدليل أن الذائقة الرفيعة المنصفة التي احتفظت منذ ما يقارب المئة عام بالقصائد الوطنية للعوني وابن دحيّم وابن صفيّان -رحمهم الله- هي الذائقة التي احتفظت بعد جيلهم بسنوات طويلة بالقصائد الوطنية للأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر خلف بن هذال، ثم بعد جيلهم بسنوات بالقصائد الوطنية للشاعر مساعد الرشيدي والشاعر نايف صقر وغيرهم من الشعراء المتمكنين من هذا اللون المُشرِّف من الشعر.
يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل:
لا توانى تقدّم وارفع الرّايه
فِلْ بيرق هل التوحيد نمشي به
سر بنا يا رفيع القدر والغايه
كل غالي تحت رايتك نصخي به
بالحرايب لنا عادات وهوايه
كل ظالم على ظلمه نضحّي به
ما شرينا سلاح الجو لدعايه
البحر نركبه والموج نعدي به
جيشنا والحرس عقب الله حمايه
كل قرمٍ من العوجا نماري به
ويقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن:
كثّر الله ألف خيرك يا وطنَّا
وبارك الله هالثرى..
ما نسينا وين كنّا.. وكيف صرنا بالتقدّم والثرا
ولو تفجّر في تراب..
أرضنا نفط وذهب..
لا عدمنا هالشباب.. كنزنا لامن نضب..
كل أرضي للعطا سهلٍ خصيب..
وكلمة الله فخرها..
وكل عالم.. أو مهندس.. أو طبيب..
وكل جندي ذخرها..
جينا عبدالله نعاهد حنَّا يالجيل الجديد
نفتدي والله شاهد أرضنا بدم الوريد..
ويقول الشاعر مساعد الرشيدي:
سعوديين لامسنا مفاريع الكواكب لمس
وطنّا قبلة الدنيا وتاج العز والغرَّه
سعوديين قَرَّينا وعَلَّمنا الليالي الدرس
وُخَطَّينا سطور المجد في بحره وفي بَرَّه
سعوديين ما اخذنا الرياده بالحكي والهلْس
تعَدَّى قرن ما خِنْنَا مبادينا ولا مَرَّه
روينا من مباهيل المفاخر لين قلنا بَسْ
عليها الدور تروينا مفاخرها وهي حرَّه
وحنّا اليوم ولباكر وحفّاظ العهود من أمس
نجدّد رحلة العز التليد ونرجع الكرَّه
ولا يمكن تفرّق صفنا حيله خدوع ونمس
نشوف الموت من شان الوطن بالدرب ونمرّه
عليه الله أكبر كل شيطانٍ مريد ونجس
عليه الله أكبر لين حتى ينطفي شرّه
ويدُوم لْنَا الوطن سالم وعين الله تحرسه حرس
وحنَّا تحت إشارة قايد الأمه وتحت أمره