من القضايا التي تؤرق الشباب قضية الزواج، فحلم البيت الجديد والأسرة الوليدة أمنية كل إنسان!
لم يعد «المهر أو الصداق» العائق الأول فـ»المهر» تيسر عبر المباركات أو الرفد، وهي عادة في بعض المدن عندنا وتيسيرات الدولة فبنك التسليف والادخار رفع قرض الزواج إلى ستين ألف ريال.. أس المشكلة في تبعات الزواج التي صنعها الناس بأيديهم وتلقفها المجتمع وتفننت الأسر في إتقانها والإصرار على المطالبة بها حتى صارت عقبة كأداء يصعب اجتيازها!!
ومن التكاليف المصاحبة للزواجات التي قد تصل إلى ضعف أو أضعاف مهر المرأة بحسب توسع الأسر فيها.. فستان العروس، المصورة، قصر الاحتفالات، الولائم، الطقاقات والمطربات، التوسع في الأكلات.. الكوافيرا.. بعضهم يضيف إليها بعض الأملاح والنكهات كالعرضة الشعبية، التي يتطلب وجودها الاتفاق مع قناة شعبية لتسجيل ونقل هذه الفعاليات!!!!
يتخلل هذه التكاليف البذخ والإسراف، ألق نظرة على الولائم التي تعد للضيوف، نصفها سيتم رميه في الزبائل!! وفستان العروس الذي يكلف مبلغاً وقدره يلبس لمرة واحدة فقط!!! ولساعات محدودة!
من المسؤول عن هذه العقبات التي أرهقت كواهل «عرسان» المستقبل وأحالت البنات إلى طوابير «العنوسة»!؟
الأسر تتحمل العبء الأكبر في هذه الطلبات والمجتمع يتحمل هو الآخر نصيبه من تلك القضية، وكذا كبار رجال القبائل ورجالات المجتمع فمنهم من أسس لنظريات «الفشخرة» و»الهياط»، ومنهم من يخطط للإسراف في الولائم!! وكانت النتيجة أن الناس قلدوهم وحاكوهم ليصلوا إلى مستوى الرضا المجتمعي، وأنى لهم ذلك إلا بالتكاليف الباهظة والقروض والديون وهي سلاسل يقيد بها العريس ليقضى جزءاً من حياته يسدد ثمن تلك التكاليف؟.. حب المظاهر والتميز عن الناس والتقليد فبنت فلان «مو» أحلى من بنتنا ومستواهم «مو» أقل من مستوانا!! أعمت بصائر الناس عن رؤية الإسراف في الأموال الذي يتبع كل حفلة زواج!
حل هذه العقبات وخلخلتها وتيسير الزواج يبدأ من المجتمع، عبر الوعي بخطورة الإسراف الذي لا يحبه الله تعالى، وعبر التوسط في تكاليف الزواج سواء كان عبر التخلص من أغلب تلك الطلبات أو من خلال فكرة الزواجات الجماعية، ويبدأ دور تيسير الزواج عبر «كبار المجتمع» فهم القدوة لغيرهم لتكن دعوة التوسط في حفلات الزواجات من عندهم، وبالتأكيد ستنعكس على بقية الأفراد والأسر.
هذه التكاليف والعوائق أحرمت الشباب من إكمال نصف دينهم، وزهدتهم في الزواج، فكان الانحراف الأخلاقي بالمرصاد. إن الصحابة الكرام سهلوا الحلال فأصبح الحرام صعباً، بينما «ربعنا» صعبوا الحلال فأصبح الحرام سهلاً!!
* تغريدة...
حكمة أعجبتني.. الفرق بين الحكيم والجاهل.. أن الأول يناقش في الرأي.. والثاني يجادل في الحقائق!!