تجري بحب ترابك الأقلام
وبما صنعت، تفاخر الأيام
يا خزنة التاريخ، يا أسطورة
رفضت تبوح، بسرها، الأعوام
نأتي إليك، وفي العيون تفاؤل
فلديك.. كم تستيقظ الأحلام
نأتي إليك، وحول نيلك نهضة
رسمت ملامحها (لنا) الأهرام
نامت جراحك، بعد طول نزيفها
والراقصون على جراحك ناموا
يا قبلة العرب افرحي، وتزيني
لك سوف نرجع، والرجوع أمام
لم تثننا عنك القلاقل برهة
كيف الجواب، وقد أناخ سلام..؟!
أنت الحبيبة، سوف نعدو نحوها
بعيوننا.. شوق (لها) وهيام
يا مصر.. إني عاشق، ومتيم
بهواك، ما هبت لك الأنسام
أنسى، إذا ما بنت، كل مواجعي
وأطير (فيك) كما يطير يمام
لك يا كنانة في القلوب مهابة
للمجد.. أنت حديقة، ومقام
كل الذين تسامقوا، وتألقوا
قد كنت نهراً، في مياهك، عاموا
هذا أنا، قد جئت نحوك هائماً
ولكم أتاك العاشقون، وهاموا
يا شعب مصر.. صنعت أعظم أمة
هي للتعايش قدوة وإمام
من كل عرق في الورى، وقبيلة
وديانة، تتطاول الأجسام
لغة التسامح.. أنشأت قاموسها
أرض الكنانة، ثم ساد وئام
رفضت شوارعها رياح تطرف
هبت، يثير غبارها الأقزام
وتعطلت لغة السلاح، وأصبحت
لرؤى السلام ترفرف الأعلام
يا شعب مصر المصطفى اعزف لنا
معزوفة منها السلام يقام
أنت الجدير بأن تقود مسيرة
نحو الصباح، لكي يزول ظلام
* * *
يا مصر .. كيف وأنت مصدر حكمة
يبدو عليك تنازع، وخصام..؟!
النيل يرفض ما جرى لك ماؤه
وبضفتيه الاختلاف حرام
أنت المدام لكل عقل نير
وبدون نيلك.. لا تروق مدام
والأزهر الوضاء يخفت نوره
مما أصابك يشتكي، ويضام
يا مصر .. عودي للعروبة موئلاً
ومنارة .. يزهو بها الإسلام